قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إن العقوبات الأمريكية التي فرضت على النظام السوري إبان إدارة الرئيس الأسبق دونالد ترامب ولم تخفف إدارة “جو بيد” ستعمل على إعاقة التقدم العربي المتزايد. التطبيع مع بشار الأسد.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي كبير قوله إن العديد من التحركات المتصاعدة الأخيرة من قبل القادة العرب تجاه التطبيع مع نظام الأسد، بما في ذلك استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات وسوريا، بدأت في عهد إدارة ترامب، التي فرضت بشدة. عقوبات على سوريا.
وأضاف المسؤول أن الهدف من هذه العقوبات هو منع أي استثمارات قد تفيد الأسد أو نظامه، وكذلك أن تظل عقبة مباشرة.
أمام أي نوع من الاستثمارات العربية في الاقتصاد السوري المنهار وبحاجة ماسة لمثل هذه الاستثمارات.
وصرحت الصحيفة إن إدارة الرئيس الحالي “بايدن” لم تخفف العقوبات التي فرضتها على نظيرتها السابقة في عهد “ترامب”، رغم تباطؤ وتيرة تنفيذها منذ توليه السلطة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي كبير تأكيده أن الأسد ونظامه سيستمران في معاقبة المذابح بحق الشعب السوري، قائلاً: “للأسف نحن نشهد موجة التطبيع هذه في المنطقة … لكننا بالتأكيد لم نتغير. موقفنا من العقوبات أو سياستنا “.
وأضافت الصحيفة أن العقوبات الأمريكية لن تكون العقبة الوحيدة أمام نظام الأسد المهزور منذ عقد من الزمان، والذي تلقى دفعة مهمة خلال الأسابيع الماضية، بعد تلقي اتصالات عامة من دول عربية مؤخرًا، مثل الإمارات والأردن ؛ زاد هذا من آمال دمشق في تدفق الاستثمارات والمساعدة في إعادة بناء البنية التحتية والاقتصاد المدمر.
وصرحت الصحيفة إن دولتين عربيتين كانتا من أكبر الداعمين لخصوم الأسد، قطر والسعودية، ترفضان التواصل مع النظام في دمشق في الوقت الحالي.
وشددت قطر موقفها بأنها لا تنظر في إعادة التواصل مع سوريا دون تحقيق عملية إصلاح مقنعة ومساءلة. وصرح وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن تطبيع العلاقات مع نظام الأسد هو الخطوة التي نفكر فيها أو نفكر فيها الآن.
ورد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في مقابلة مع شبكة CNN، بأن بلاده “لا تفكر في الوقت الحالي” في إجراء اتصال كامل مع الحكومة السورية.
إضافة إلى ذلك، وبالحديث لـ “واشنطن بوست”، هناك عقبات أخرى تجعل من سوريا دولة غير جذابة للمستثمرين، مثل مناخ التجارة، وضعف الاقتصاد، واحتمال عدم الاستقرار.
وأشارت الصحيفة إلى انقطاع التيار الكهربائي ونقص الوقود وغياب نظام مصرفي فعال، مضيفة أن حملة النظام في دمشق ضد رجال الأعمال والشركات تزيد الطين بلة.
قال الدبلوماسي السوري السابق المقيم في واشنطن “بسام بربندي”، إن الاتصالات الدبلوماسية ورجال الأمن والوفود الاقتصادية ستستمر، مما يمنح الأسد فرصة لتعزيز شرعيته بين السوريين “، وهو يبعث برسالة مفادها: لقد انتصرنا و نحن أقوياء وقد وعدنا، “لكنها” فارغة وجوفاء.