التخطي إلى المحتوى

اعتبر وزير الإعلام اللبناني “جورج قرداحي” أن المشكلة الحالية بين بلاده والسعودية تتجاوز موضوع استقالته من منصبه، وتتعلق بموقف الرياض من “حزب الله” اللبناني، مكرراً استعداده للاستقالة. فوراً إذا أدى ذلك إلى انفراج في العلاقات اللبنانية الخليجية.

وشدد القرضاحي في مقابلة مع صحيفة الجمهورية اللبنانية على انفتاحه على أي حلول “تحقق المصلحة الوطنية”.

وأضاف: “الكل يعلم أن المشكلة الحالية تتجاوزني كثيراً وتتعلق بالموقف السعودي من دور حزب الله في لبنان والمنطقة، كما صرحت الرياض نفسها أكثر من مرة”.

وتابع: “أما ما يمنع مجلس الوزراء من الانقسام فهو بالدرجة الأولى الانقسام على المحقق القضائي في انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، إضافة إلى أن الحكومة تواجه تحديات صعبة للغاية معي وبدون. أنا بشأن المعايير المعيشية والاجتماعية والاقتصادية والمالية، والزيادة الكبيرة في أسعار الأدوية ليست سوى عينة من تلك التحديات الحالية والمتوقعة، لذلك تصبح قصتي مجرد تفاصيل صغيرة ضمن هذه التعقيدات “.

وصرح ان رئيس الوزراء نجيب ميقاتي يتعامل مع موضوع الازمة مع المملكة على اساس “الباب الذي ينزل بكم ويريحكم”. لكن ما أخشاه هو أن استقالتي لن تسمح له بالراحة. لان هناك اعتراض على اصل الحكومة المتهمة بالخضوع لنفوذ الحزب وعلى مبدأ قيادة ميقاتي لها “.

وشدد القرضاحي على ضرورة عدم طرح خيار إقالته. وأضاف “لأنني لست متمسكًا بموقفي، وأدعو الحكومة إلى مناقشة الخيار الذي يجب اتباعه، وإذا وجدت أن غالبية زملائي الوزراء يريدون استقالتي، فسأقدمها فورًا وبإرادتي”.

ويضلل بقوله: “الاستقالة سهلة، فقد اكتشفت أن العمل الوزاري في هذه الظروف الصعبة ووسط إفلاس الدولة صعب وصعب، حتى أشعر أحيانًا أنه لا يوجد شيء أعطي لموظفي وزارة الإعلام سوى التعاطف. ومنهم من يتقاضى الحد الادنى للرواتب ومنهم من لم يتقاضاه “. لقد ظل معاش تقاعدي موجودًا منذ حوالي 4 أشهر، بالإضافة إلى طموحي في تطوير التلفزيون والراديو الرسميين في مواجهة معقد الندرة المالية، وبالتالي فإن بقائي، وليس مغادرتي، هو التضحية “.

والاثنين الماضي قال “قرداحي” إنه لا يريد أن تكون استقالته بدون نتيجة، وكأنها “رصاصة في الهواء”.

بدأت الأزمة الدبلوماسية بين لبنان والسعودية على خلفية تصريحات “القرداحي”، التي سجلت قبل توليه منصبه وبثت الشهر الماضي، والتي قال فيها إن المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن كانوا “يدافعون عن أنفسهم” في وجههم. “العدوان الخارجي” من السعودية والإمارات.

في نهاية الشهر الماضي، طلبت السعودية والبحرين والكويت والإمارات رؤساء البعثات الدبلوماسية اللبنانية مغادرة أراضيهم، كما استدعت سفراءهم من بيروت. قررت السلطات الكويتية “التشدد” في منح التأشيرات للبنانيين.

وبينما أعربت الحكومة اللبنانية مرارا عن “رفضها” لتصريحات القرداحي، مؤكدة أنها لا تعكس الموقف الرسمي للبنان، رفض الوزير الاعتذار، وصرح لقناة محلية إن استقالته “غير واردة”.