التخطي إلى المحتوى

فتحت مراكز الاقتراع الجزائرية، اليوم السبت، أبوابها للتصويت في الانتخابات المحلية المبكرة، وهي آخر محطات الرحلة الانتخابية التي بدأتها السلطات الجزائرية منذ 2020.

من الناحية القانونية، تنتهي الولاية الحالية للمجالس الشعبية (البلديات والولايات) في نوفمبر 2022، لكن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قرر إجراء انتخابات محلية مبكرة لتجديد هذه المجالس لمدة 5 سنوات.

وتعتبر انتخابات تشكيل هذه المؤسسات الحكومية المحلية السابعة منذ بداية حقبة التعددية السياسية بعد انتفاضة أكتوبر 1988، لكنها الأولى من نوعها بعد الحراك الشعبي الذي أطاح بنظام الرئيس السابق عبد العزيز. بوتفليقة.

كما أنها أول انتخابات محلية تُجرى تحت إشراف لجنة انتخابية مستقلة تدير العملية برمتها، بعد أن كانت وزارة الداخلية هي التي أشرفت على هذه الانتخابات حتى عام 2017.

وتستمر عملية التصويت 11 ساعة، وللمفوضيات الانتخابية المحلية الحق في اتخاذ قرار بتمديد فترة التصويت لمدة ساعة واحدة فقط.

وشاركت 1158 قائمة بمجالس الدولة في الانتخابات عبر 58 ولاية بينها 877 قائمة حزبية و 281 مستقلا.

وفي الانتخابات المحلية، يتنافس 115.230 مرشحًا للمجالس البلدية على 24932 مقعدًا، و 18993 مرشحًا لمجالس الدولة على مقاعد عام 2004.

أما عرق البلديات، وهو 1541 بلدية، فقد تم تقديم 5848 قائمة منها 4860 قائمة تمثل 40 حزبا سياسيا و 988 قائمة مستقلين، بحسب معطيات سلطة الانتخابات.

تبقى مشاركة الناخبين في الانتخابات هاجسًا ورهانًا صعبًا للسلطات الجزائرية والمرشحين من الأحزاب والمستقلين، خاصة بعد أن سجلت الانتخابات التشريعية أدنى نسبة مشاركة في تاريخ البلاد.

وسيتوجه 23717479 ناخبا إلى مراكز الاقتراع لاختيار أكثر من 132 ألف مرشح.

وخصصت السلطات الانتخابية 676 محطة اقتراع و 13326 مركز اقتراع و 129 مكتب متنقل للبدو.

فيما بلغ عدد المشرفين على العملية الانتخابية 1،228،580، بنسبة تغطية 96.99٪ للمكاتب والمراكز.

وشهدت الانتخابات المحلية ظاهرة غير مسبوقة، حيث بقيت 4 بلديات بدون قوائم مرشحين، ولم يتمكن أي حزب أو شخصية مستقلة من الحصول على النصاب القانوني في هذه البلديات لتقديم مرشحين لها.

حزب العمل (يسار) والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (علماني) أعلنوا مقاطعة الانتخابات المحلية. بدعوى أن الشروط غير جاهزة لدخولها، فيما أعلنت جبهة القوى الاشتراكية (أقدم أحزاب المعارضة) مشاركتها، بعد أن قاطعت الانتخابات النيابية المبكرة في يونيو الماضي.

وتعتبر هذه المزايا ثاني موعد انتخابي تنظمه الجزائر في أقل من ستة أشهر، بعد الانتخابات النيابية التي أجريت في 12 يونيو.

تعد هذه العمليات الانتخابية من الالتزامات الرئيسية التي تعهد بها تبون على الجانب السياسي، والتي بدأها بتعديل دستور البلاد (أوائل عام 2021)، ثم قانون الانتخابات (مارس الماضي)، وإجراء الاستحقاقات في ضوء التعديلات الدستورية والقانونية التي تمت صياغته من قبل لجنة من الخبراء في القانون.

ويعتبر الرئيس الجزائري الانتخابات المحلية “المحطة الأخيرة في طريق تجديد المؤسسات الجزائرية الجديدة”، على حد تعبيره في خطابه أمام ندوة رؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية الجزائرية التي نظمت الأسبوع الماضي.

لطالما اعتبر تبون أن التغيير الذي يطالب به الجزائريون في مسيرات الحراك الشعبي يتحقق “من خلال تغيير المؤسسات لا الشعب”، وشدد في مناسبات عديدة على أن “تعديل الدستور هو القاعدة الأساسية لبناء نظام جديد. . “

وبتنظيمه الانتخابات المحلية، يكون الرئيس الجزائري قد أنهى الورشة السياسية الكبرى التي أطلق من خلالها ما يسمى بـ “الإصلاحات العميقة الهادفة إلى الابتعاد عن منطق الحكم الفردي إلى حكم المؤسسات”.

تتولى المجالس البلدية إدارة البلديات والشؤون العامة ووثائق الأحوال المدنية وقضايا الخدمة، مثل النظافة والطرق والمياه والإدارة الإدارية للمدارس، والتنسيق مع شركات الغاز والكهرباء لتوصيلها للسكان، والنقل الريفي والمدرسي. والإشراف على برامج التكافل الاجتماعي.

كما تشارك في اختيار المستفيدين من المساكن الاجتماعية التي توزعها الدولة، لكن صلاحياتها محدودة بحضور رئيس الدائرة (محافظ الإقليم المكون من ثلاث أو أربع بلديات) المعين من قبل السلطات، وكذلك الوالي (والي الولاية) الذي يمكنه إيقاف رئيس البلدية وحل المجلس البلدي.

ويتوقع مراقبون أن يتفرغ الرئيس الجزائري بعد الانتهاء من ورشة الإصلاح السياسي لتنفيذ خطة الانتعاش الاقتصادي “القائمة على إصلاحات هيكلية” كما صرح في عدة مناسبات.