اكتشف علماء الفلك كوكبا جديدا في النظام الشمسي، تبلغ كتلته 10 أضعاف كتلة كوكب المشتري ويتحدى ما يعرفه العلم حتى الآن عن تكوين الكواكب، ورصد العلماء الكوكب العملاق الذي يدور حول أكثر نظام نجمي مزدوج سخونة وضخامة يقع العثور عليه حتى الآن، ما جعلهم في حيرة من أمرهم لأن مثل هذا العالم لا ينبغي أن يكون موجودا.
ووفقا لما ذكره موقع “RT”، يتحرك الكوكب خارج المجموعة الشمسية حول “بروكسيما سنتوري بي”( b Centauri)، النظام النجمي الثنائي الواقع على بعد 325 سنة ضوئية من الأرض، والذي تبلغ كتلته ستة أضعاف كتلة شمسنا على الأقل.
وحتى الآن، لم يقع رصد أي كواكب حول نجم أكبر بثلاث مرات من كتلة شمسنا.
ووجد العلماء أيضا أن الكوكب المكتشف حديثا، والمعروف باسم “بي سنتوري بي” (b Centauri b)، يتحرك عبر أحد أوسع المدارات المعروفة، على مسافة من النجوم المركزية أكبر 100 مرة من المسافة بين المشتري والشمس، وهو ما يقول العلماء إنه يمكن أن يكون مفتاح بقائه.
وقال ماركوس جانسون، عالم الفلك في جامعة ستوكهولم في السويد، والمؤلف الرئيسي للدراسة، في بيان: “كان العثور على كوكب حول بروكسيما سنتوري بي أمرا مثيرا للغاية، لأنه يغير الصورة تماما عن النجوم الضخمة كمضيف للكواكب”.
واكتشف يانسون وزملاؤه “بي ينتوري بي” أو ببساطة b Cen b، باستخدام أداة البحث عن الكواكب الخارجية عالية التباين الطيفية القطبية (SPHERE) المثبتة على المرصد الأوروبي الجنوبي الكبير جدا (ESO’s VLT) في تشيلي، في 20 مارس 2019 ثم مرة أخرى في 10 أبريل، 2021.
واستخدمت تقنية تصوير عالية التباين لاكتشاف الكوكب، ما يسمح للعلماء بالتمييز بين الضوء الخافت القادم من الكوكب والضوء الساطع جدا المنبعث من النظام النجمي.
وجاء في الدراسة التي نُشرت في دورية Nature: “تُظهر نتائجنا أن الكواكب يمكن أن توجد في أنظمة نجمية أكثر ضخامة بكثير مما هو متوقع من استقراء النتائج السابقة”.
ومن غير المحتمل أن يكون الكوكب تشكل في الموقع من خلال آلية التراكم الأساسية التقليدية، لكنه ربما يكون تشكل في مكان آخر ووصل إلى موقعه الحالي من خلال التفاعلات الديناميكية، أو ربما يكون تشكل عن طريق عدم استقرار الجاذبية.
وأشار العلماء إلى أن النجم الرئيسي داخل النظام النجمي المزدوج بروكسيما سنتوري بي، والذي ينتمي إلى النجوم من النوع B، يكون أكثر سخونة بثلاث مرات من شمسنا وتنبعث منه كميات كبيرة من الأشعة فوق البنفسجية والأشعة السينية.
وتؤثر كتلة النجم من النوع B وحرارته بشدة على الغاز المحيط، والذي يجب أن يعمل ضد تكون الكوكب.
ويلاحظ علماء الفلك أنه كلما زادت سخونة النجم، زاد إنتاجه من الإشعاع عالي الطاقة، ما يتسبب في تبخر المواد المحيطة بشكل أسرع.
وتعد النجوم من النوع B بشكل عام بيئات مدمرة وخطيرة للغاية، لذلك كان من المعتقد أنه سيكون من الصعب للغاية تكوين كواكب كبيرة حولها.
لكن الاكتشاف الجديد يُظهر أن الكواكب يمكن أن تتشكل في الواقع في مثل هذه الأنظمة النجمية المتطرفة.
وأضاف المؤلف المشارك في الدراسة، غياثري فيسواناث، الطالب في جامعة ستوكهولم: “الكوكب الموجود في بروكسيما سنتوري بي هو عالم غريب في بيئة مختلفة تماما عما نختبره هنا على الأرض وفي نظامنا الشمسي. إنها بيئة قاسية، يسيطر عليها الإشعاع الشديد، حيث كل شيء على نطاق هائل: النجوم أكبر، والكوكب أكبر، والمسافات أكبر”.