التخطي إلى المحتوى

تساءل مواطنون باحثون عن فرص عمل، خلال حضورهم معرض «توظيف 2021» الذي انطلقت فعالياته أول من أمس في أبوظبي، عن غياب الشركات والمؤسسات الوطنية الحكومية وشبه الحكومية والخاصة التي اعتادت المشاركة في هذه الفعالية، مطالبين بإخضاع هذه النوعية من المعارض لإشراف حكومي كامل حتى تتحقق الغاية من إقامتها.
وأكدوا أن الفرص الوظيفية التي رصدوها في المعرض اقتصرت على جهات حكومية، مثل وزارة الدفاع والقيادة العامة لشرطة أبوظبي، بينما اكتفت المؤسسات والشركات الخاصة المشاركة في المعرض بتوجيه الشباب لتسجيل بياناتهم وإرسال سيرهم الذاتية عبر البريد الإلكتروني، وعدم إتاحة الفرصة لهم لإجراء مقابلات وظيفية.
وأبدى آخرون استغرابهم عدم وجود قوائم محددة بالشواغر المتاحة لدى جهات العمل المشاركة، لافتين إلى أن تنظيم المعرض التوظيفي في القاعة نفسها مع معرض «نجاح» الخاص بتقديم الطلبة للجامعات تسبّب في حالة من الإرباك لدى معظم الحضور.
وتفصيلاً، تختتم اليوم فعاليات الدورة الـ15 من معرض التوظيف السنوي «توظيف 2021»، الخاص بتوظيف الكوادر المواطنة من الشباب الخريجين والباحثين عن عمل في القطاعين العام والخاص، والذي انطلقت فعالياته الأربعاء الماضي في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.
وشهد المعرض مشاركة محدودة من المؤسسات وجهات العمل، قياساً بالدورات السابقة للمعرض، إذ اقتصرت على منصات لوزارة الدفاع والقيادة العامة لشرطة أبوظبي، و«دبي للاستثمار»، بجانب شركتَي «اتصالات» و«شلمبرجير»، وشركتين متخصصتين في مجال التوظيف بالتعهيد «أوت سورس».
وقال شباب زاروا المعرض، خلال اليومين الماضيين، إنهم رصدوا ضعف المشاركة من جهات العمل في المعرض التوظيفي، مؤكدين أن التفاعل الذي وجدوه اقتصر على جناحَي وزارة الدفاع والقيادة العامة لشرطة أبوظبي، بالإضافة إلى شركة «اتصالات» و«دبي للاستثمار»، فيما اقتصرت بقية المشاركات على شركات فردية لا تتخطى أصابع اليد الواحدة وغير معروفة.
وأجمع عدد كبير من الشباب الباحثين عن عمل على ضرورة إلغاء هذا النوع من معارض التوظيف أو إخضاعها إلى الإشراف والمراقبة الحكومية، خصوصاً أن الكثير منهم يفد إليها من مناطق بعيدة، على أمل إجراء مقابلات وظيفية مع أكثر من جهة عمل، لكنهم يصطدمون، حسب وصفهم، بقلة الجهات المشاركة وعدم توافر مقابلات عمل للمشاركين، واقتصار الأمر على التسجيل لدى الجهات الموجودة وتقديم السير الذاتية، من دون حتى معرفة التخصصات الوظيفية المطلوبة.
وقالوا: «هذه المعارض لا تخدمهم، ولا توفر فرص عمل واضحة»، داعين إلى تغيير مفهوم وأهداف تلك المعارض من المشاركة الى المساهمة في التوظيف لتحقيق مستهدفات التوظيف، وليس مستهدف المشاركة والترويج.
شرطة أبوظبي توظّف المواهب
شهد الجناح الخاص بالقيادة العامة لشرطة أبوظبي في معرض «توظيف 2021»، إقبالاً كبيراً من الشباب والفتيات الباحثين عن عمل، الذين تهافتوا على تسجيل بياناتهم وتقديم السير الذاتية الخاصة بهم أملاً في الحصول على فرص وظيفية.
وأكد مدير قطاع الموارد البشرية لدى شرطة أبوظبي، اللواء سالم شاهين النعيمي، حرص القيادة العامة لشرطة أبوظبي على استقطاب الكوادر الوطنية في المجالات العلمية والمهنية ضمن وظائف الشرطة والأمن.
وقال النعيمي: «يأتي دعم الرؤية طويلة المدى لدولة الإمارات في مقدمة أولوياتنا التي نسعى لتحقيقها من خلال المشاركة في المعارض المخصصة لتوفير الوظائف مثل هذا المعرض الرائد. وتسعى شرطة أبوظبي إلى زيادة معدل التوطين في جميع القطاعات من خلال تزويد الإماراتيين المؤهلين بالمهارات اللازمة بما ينسجم مع الاحتياجات من الموارد البشرية للتعامل مع خطط التوطين، وتوجيه القوى العاملة للتكيف مع تغيرات سوق العمل».
وأضاف النعيمي: «نركز اهتمامنا على إعداد جيل يتمتع بقدرات لتلبية التطلعات المستقبلية للعمل ضمن قوات الشرطة والأمن، من خلال تطوير حملتنا التوظيفية».
إعادة النظر في المعارض «الشكلية»
دعا عضو المجلس الوطني الاتحادي، عبيد خلفان الغول السلامي، إلى ضرورة إعادة النظر في معارض التوظيف «الشكلية»، قائلاً: «معارض الكتاب توفر كتباً، والمعارض العقارية توفر عقارات، لكن معارض التوظيف لا توفر وظائف، وعلى الرغم من أهمية هذه المعارض التي ينتظرها الخريجون بفارغ الصبر، ويقصدها الداني والقاصي من الشباب، إلّا أن أغلبيتها لا تقدم سوى الترويج للمؤسسات واستعراض هياكلها التنظيمية دون توفير وظائف»، مطالباً بعدم تنظيم مثل هذه المعارض، أو حوكمتها لتخضع لمتابعة ومراقبة الجهات المعنية في الدولة، مثل مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية، أو وزارة الموارد البشرية والتوطين.
وقال السلامي لـ«الإمارات اليوم»: «سؤال يطرح نفسه؛ من المستفيد من إقامة معارض التوظيف غير الحكومية، وما العائد لدى الجهات التي تروّج لهذه المعارض، ولماذا تحظى باهتمام إعلامي بالرغم من عجزها عن توفير فرص عمل حقيقية لشباب وشابات الوطن؟»، مشدداً على ضرورة وضع آلية مستقبلية لمراجعة أهداف هذه المعارض قبل تنظيمها، ومن ثم التدقيق على النتائج المتمثلة في نسب استقطاب وتوظيف المواطنين والمواطنات.
• الفرص الوظيفية التي رصدها الشباب في المعرض اقتصرت على جهات حكومية.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news