منذ بدء جائحة كورونا، بدأ العالم بتبني ممارسات يعتقد أنها قد تقلل من فرص انتشار فيروس كورونا المستجد، ومع مرور الوقت، وجد أن بعض هذه التوصيات والممارسات كان بالفعل صائبًا، بينما بعضها الاخر قد لا يكون ضروريًا، على عكس ما كنا نعتقد، ومن ضمن هذه الممارسات استخدام معقمات الأسطح بكثرة.
فتبعًا للتوصيات المحدثة الصادرة عن مركز مكافحة الأمراض (CDC) بخصوص التعامل مع الجائحة، لا داعي لاستخدام معقمات الأسطح باستمرار وفي كل مكان، والسبب في ذلك هو أن فرص التقاط فيروس كورونا المستجد من الأسطح تعد ضئيلة.
وقد صرحت الدكتورة ريتشيل والينسكي، مديرة مركز مكافحة الأمراض، بأن استخدام الصابون والمنظفات العادية قد يكون كافيًا لتنظيف الأسطح، وقد لا يكون هناك حاجة لاستخدام معقمات الأسطح إلا في الحالات التي:
- يكون فيها شخص مصاب بفيروس كورونا أو مشكوك بإصابته بالفيروس قد تواجد في الغرفة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.
- تكون فيها الأسطح موجودة في مرافق تكثر فيها التجمعات، مثل المدارس ووسائل النقل الجوي.
وأضافت والينكسي إلى أنه وعلى الرغم من أن انتقال فيروس كورونا من خلال ملامسة الأسطح الملوثة وارد، إلا أن الأدلة العملية المتوفرة حاليًا تشير إلى أن فرص انتقاله بهذه الطريقة تحديدًا تعد ضئيلة.
وعلى الرغم من أن الصابون والمنظفات العادية قد لا تقتل الجراثيم والفيروسات عمومًا، إلا أن استخدامها قد يساعد على إزالة هذه الملوثات عن الأسطح ونقلها لمكان اخر، مما قد يقلل من فرص انتقالها للبشر.
تأثير جائحة كورونا على شراء المعقمات
شهد العام الماضي تزايدًا ملحوظًا في الإنفاق على الجهود والأساليب المبذولة لتعقيم وتنظيف الأسطح والمرافق المختلفة في شتى أنحاء العالم، في محاولة لجعل هذه المرافق أكثر أمانًا في ظل الجائحة.
وهذه الأساليب تعدت مجرد استخدام فوطة التنظيف ومحاليل التعقيم، بل تجاوزتها لاستخدام تقنيات تكنولوجية متقدمة وباهظة الثمن في العديد من دول العالم للحفاظ على نظافة الأسطح المختلفة باستمرار.
كما صرحت بعض شركات المنظفات والمعقمات المشهورة بأن مبيعاتها لبعض المنتجات قد شهدت ارتفاعًا ملحوظًا مقارنة بالعام الذي يسبقه.
وعلى الجانب السلبي من زيادة الطلب على المعقمات، ترافق هذا النوع من الممارسات المستجدة مع ارتفاع الحالات المسجلة طبيًا لأطفال تناولوا مواد كيميائية خطيرة أثناء فترة الجائحة، ناهيك عن أن بعض المواد التي ازداد الطلب على شرائها هي مواد سامة، وقد تكون فرص تضرر الإنسان من استخدامها أكثر من فرص تضرر الإنسان من فيروس كورونا المستجد.