التخطي إلى المحتوى

السؤال:

الملخص:

أمٌّ تقدم لابنتها خاطب مذكور بالخير، إلا من بقايا علة نفسية، ويستخدم دواء (بروزاك) المخصص لعلاج الحالات النفسية كالاكتئاب، وقال بأنه بدأ يتخفف من تعاطيه، وتسأل: هل هذا المرض يؤثر في الحياة الزوجية؟ وهل تقبله أو ترفضه وتنتظر خاطبًا آخر؟

 

تفاصيل السؤال:

السلام عليكم.

ابنتي في منتصف العشرينيات، والحمد لله تتمتع بمواصفات جميلة، وقد تقدم إليها خُطَّاب كُثُر، لكنها للأسف لم تقبل أيًّا منهم لأن أيًّا منهم لم يكن مناسبًا لها، وتقدم لها الآن شابٌّ فيه جميع المواصفات المرغوبة، ولكنه اعترف لها بأنه كان يعاني لمدة من مرض اضطراب الشخصية، ويتعاطى دواء “بروزاك” في الوقت الحالي، والحمد لله بدأ تركه بالتدريج، هو خريج جامعة قوية، وبتقدير عالٍ، ويشتغل في منصب مدير قسم في قطاع حكومي ممتاز، فهل مرضه فيه مشكلة من أي ناحية إذا تمت الموافقة عليه؟ وهل تنصحوننا بالموافقة أو تنصحوننا بالرفض وانتظار خطيب آخر؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فملخص مشكلتكم هو:

تقدم لابنتكِ عددٌ من الخطاب لم تقبلهم، ثم تقدم خاطب مذكور بالخير، إلا من بقايا علة نفسية، ويستخدم دواء (بروزاك) المخصص لعلاج الحالات النفسية من اكتئاب وغيره.

 

وقال لكم إنه بدأ في التخفيف من تعاطي هذا الدواء.

 

وتسألون: هل هذا المرض يؤثر في الحياة الزوجية؟ وهل تقبلون به أو تعتذرون له وتنتظرون خاطبًا آخر؟

 

فأقول مستعينًا بالله سبحانه:

أولًا: إن كان مقبولًا دينًا وخلقًا، وتثبَّتم من سلامة وضعه الصحي الحالي، فيمكن أن تستخيروا فيه.

 

ثانيًا: لعل من المُستحسن ألَّا تكتفوا بمعلوماته ولا بكلام أهله، وإنما تسألون زملاءه في العمل، وأن تذهبوا لطبيبه المُعالج، وتسألوه عن تفاصيل حالته الصحية، وعن احتمالات تأثيرها على سلوكه، وعن احتمالات حصول انتكاسة صحية له.

 

أقول هذا؛ لأن بعض المرضى النفسيين يحصل لهم شفاء فترة معينة، ثم يُعاودهم المرض، وأحيانًا أشد، وكذلك من شُفوا من الحسد والسحر والمس أحيانًا يُعاودهم المرض.

 

ثالثًا: خذوا في حسابكم أنه لن يكون سويًّا تمامًا مثل باقي الأصحاء؛ لأنه في الغالب ما دام يتعاطى الأدوية النفسية، فإنه يوجد به بقايا المرض، وهذه قد تؤثر على سلوكه، ومدى تحمله للمشاكل الزوجية المُعتادة.

 

رابعًا: قرأت كلام بعض مَن تعاطَوا هذا الدواء، ووجدتهم يقولون: إنه يسبب اضطراب النوم والضعف الجنسي، فتأكدوا من الطبيب من صحة هذه المعلومات.

 

خامسًا: وبعد السؤال والتحري من زملائه ومن الأطباء، إن وجدتم معلومات مشجعة، فاستخيروا الله وأقدِموا على ما ترتاحون له.

 

حفظكم الله، ووفقكم للصواب، وشفاه الله.

 

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.