منوعات

زوجتي طلبت الطلاق قبل الدخول

السؤال:

الملخص:

شاب عقد على ابنة عمته، وقبل الدخول بأسبوعين حدث بينهما خلافٌ، ولم تعتذر له، ولم يبالِ بها، وقسا عليها بعض الشيء، وهي الآن تصر على الطلاق، ويسأل: من المخطئ فيهما؟

 

تفاصيل السؤال:

السلام عليكم إخواني الأفضال، أرجو من شخصكم الكريم تبيُّنَ حقيقة ما ألمَّ بي، وما هي وجهة نظركم فيما حدث، وسأحاول أن أكون موضوعيًّا، وأُبيِّنَ الخطأ من الجهتين.

ابنة عمتي في السابعة والعشرين وأن في السابعة والثلاثين، عقدت عليها وكنا ننوي الزواج في العيد الماضي، لكن بسبب كورونا لم يتم ذلك، وقد اختارتْها أمي لي؛ لأنها كما يُقال في حالها بريئة ومضطهدة من أبيها قليلًا، وتريدني أن أكون أنا الأمير الذي سيُخرجها من كهفها، وهي خجولة، وليس لديها شغف لتعلم الأمور الحياتية، كانت تعمل براتب ضعيف، وتركت العمل وعوَّضتُها عن ذلك الراتب، كانت مطيعة في البدايات، ولكنَّ بها خَصلةً سيئة جدًّا؛ وهي عدم الاعتذار عندما تُخطئ؛ إذ لديها أنفة وكبرياء، استمرت علاقتنا ثمانية أشهر ولم يتم الدخول والفرح للأسباب التي سأُبديها لكم بعد قليل.

الموقف الأخير الذي حدث قبل أسبوعين: طلبت مني إحضار بعض الأشياء، وطلبت مني أن أحضرها مع أختها المسافرة لبلدها؛ حيث إن أختها تعيش بنفس البلد الذي أعيش به، فقلت لها سأرسل الأشياء بطريقتي الخاصة، فما كان منها إلا وصفتني بالبخيل والسخيف، وأنني آخر شخص تطلب منه شيئًا، وأنها كانت تختبرني، وعملت “بلوك” لرقمي لمدة أسبوعين، طبعًا كان من المفترض أن أجاريها في الكلمة التي قالتها عني، لكني لم أردَّ عليها، وتركتها أسبوعين، وبعد أسبوعين أخبرتني بأنها تريد أن تتحدث معي بطريقة بها بعض العجرفة (رسالة وليس مكالمة)، فأخبرتها أن راجعي ماذا فعلتِ، ثم أتحدث معكِ، فأخبرتني بأنها قد فكرت وتريد الطلاق، فما كان مني إلا أن أخبرتها بأن تخبر والدها، وكان هذا مني خطأ؛ لأنني لم أتحدث معها؛ إذ كان غرضي أن تعترف بخطئها، فقد كنت منتظرًا منها كلمة “آسف”، فيما مضى كنت أتحايل لكي آخذ العذر منها، مع كل صدام بيننا لا تحب أن تناقش وتهدد بالانفصال، وتكرر هذا الشيء كثيًرا، أنا لا أبرئ نفسي؛ فقد كنت قاسيًا في تأديبها قليلًا؛ لأني أريدها أن تعرف أنها عندما تنعتني بكلام لا يليق بين زوجين، فستكون ردة فعلي عنيفة، الآن تريد الطلاق وتصر عليه، حضرت مع أبيها وأمها وحاولت عائلتي معها، فقالت: لا أريده، أنا أتيت من أجل ورقة الطلاق، خالي أخبرها بأن يكون هناك هدنة شهر، قالت: لا، وقالت بأنها ستحضر المهر والشبكة، وتفضِّل الموت على الرجوع إليَّ، ولا تُقيم وزنًا لأي كلام، ولا تسمع إلا نفسها فقط، وأبوها وأمها في صفها، ولم يصداها عما تريد.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فملخص مشكلتك هو:

1- يبدو واضحًا من مشكلتك أنك وزوجتك شديدا الغضب والأَنَفَةِ، وتفتقدان الحكمة.

 

2- وأن كلًّا منكما يريد فرض رأيه على الآخر.

 

ولذا ما دُمْتَ استشرتَ، والمستشار مؤتمن؛ فإني أقول لك:

أولًا: ما دامت مُصِرَّةً على طلب الطلاق، وتُفضِّل الموت على الزواج؛ ففي إتمام الزواج منها مخاطرة لكما معًا.

 

ثانيًا: والزوجة إذا وصلت في كُرْهِ زوجها إلى هذا المستوى المتقدم، فإنه في الغالب حتى لو تم الزواج، فقد يفتقد أُسُسَ الحياة الزوجية السعيدة؛ وهي: السكن والمودة والرحمة؛ التي قال عنها الله سبحانه: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21].

 

ثالثًا: ولِما سبق؛ فإني أقول لك: تذكر قول الله سبحانه: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]، وأنه قد يكون ما حصل منك من تصرفات، ومنها من كرُهٍ – قد يكون خيرًا عظيمًا لكما، وسببًا لصرف شرٍّ عنكما.

 

رابعًا: وبِناءً عليه؛ أعِدْ دراسة الموضوع جيدًا، بعيدًا جدًّا عن الهوى، واستخِرِ الله مرارًا بكل تجرُّدٍ، مستحضرًا أن الخير ما يختاره الله لكما، لا ما تختاره أنت، وسيدُلُّك الله سبحانه على ما فيه الخير لكما.

 

حفظك الله، ودلَّك على أرشد أمرك.

 

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.