التخطي إلى المحتوى
شهد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، المحاضرة الرمضانية الثالثة ضمن محاضرات مجلس محمد بن زايد تحت عنوان “مواجهة أهم التحديات العالمية من خلال الابتكار” قدمها المؤسس والرئيس التنفيذي للتكنولوجيا لشركة “إنتلكتشوال فنتشرز” في الولايات المتحدة الأمريكية إدوارد جونغ في جامع الشيخ زايد في أبوظبي. وأكد المحاضر أن “الإمارات مؤهلة لقيادة التحولات المقبلة للابتكار استناداً إلى العديد من المقومات التي أظهرتها خلال السنوات الماضية”، مؤكداً أن إجمالي الناتج المحلي الكبير والشجاعة في الاستثمار في الابتكار، والمرونة في تغيير السياسات لتعزيز الاعتماد على التكنولوجيا، وسرعة إحداث تغييرات على مستوى البنية التحتية، والقدرة على اجتذاب العقول بالنظر إلى نمط الحياة العصري، فضلاً عن الجانب الاجتماعي الذي يتعلق بوجود نظم اجتماعية قوية تخلق سلوكيات مسؤولة، وهو ما تجلى في إدارة الإمارات لأزمة كورونا. كل تلك المزايا تجعل الإمارات مؤهلة بقوة لقيادة مرحلة وحقبة جديدة من التحولات التنموية الفارقة على مستوى العالم.

وأشارجونغ إلى أن “الإمارات تملك تجربة مهمة في  استقطاب المبدعين والمفكرين من مختلف دول العالم”، معتبراً أن المميزين هم الذين يصنعون التحولات الكبرى خاصةً إذا وجدوا في بيئة محفزة وداعمة للابتكار مثل التي توفرها الإمارات.

موجات حاسمة
وتوقع إدوارد جونغ أن يشهد العالم تحولاً حاسماً قد يشكل حقبة جديدة تغير واقع القوى على الكوكب، مشيراً إلى أن “العالم شهد موجات حاسمة كانت جميعها في صالح الولايات المتحدة الأمريكية التي استفادت أكثر من غيرها من تلك التغييرات واستطاعت أن تعزز مركزها العالمي مستفيدة من مجموعة كبيرة من العلماء والمبدعين المنفردين”.

وأوضح أن “الابتكار كان المحفز الحقيقي لأغلب التحولات الكبرى التي شهدها العالم في الأعوام الـ120 الماضية”، مشيراً إلى أن الاستفادة من تلك التحولات لم تكن عادلة ومتساوية بين دول العالم، لافتاً إلى أن الموجات والتحولات التي أحدثها الابتكار ارتبطت بملهمين وغير اعتياديين أوجدوا حلولاً للمشاكل عبر توظيف الابتكار.

ورأى المحاضر أن الموجة المقبلة من التغير ستكون مختلفة تماماً، مشيراً إلى أن “النهج الفردي في صناعة التحولات بدأ بالتلاشي ليقابله تشكل عالم شديد التنافسية والتشاركية”، مفسراً ذلك بتأكيد أن مستقبل العالم سيعتمد على مدى قدرة مختلف الدول والقوى العالمية على التشارك والتكامل لإيجاد الحلول للتحديات العالمية.

وقال: “لن يكون بمقدور أي قوة منفردة مواجهة تحديات مثل تحدي المناخ، والطاقة، والتحديات الصحية”، مؤكداَ أن حل تلك التحديات سيتطلب تعاوناً بين مختلف المؤسسات والدول عبر سياسة قائمة على العمل التشاركي والتكاملي، مستشهداً بأزمة كورونا التي أكدت أن العمل الجماعي والتشاركي هو الحل الوحيد في مواجهة التحديات الكبرى وقد استفاد العالم من التبادل المعرفي والبحثي في تقليص حدة ومدة الأزمة.

ولفت إلى أن “الدول المتوسطة والصغرى أثبتت كفاءة غير عادية في العديد من المجالات المرتبطة بالتنافسية والابتكار، فيما سيتطلب الأمر مزيداً من التنسيق بين تلك الدول لخلق الابداع والتكامل والذي بدوره سيصنع الموجة الجديدة من التغيير”.

واستعرض المحاضر المراحل التاريخية التي مر بها الابتكار وكيف غير موازين القوى حول العالم، مؤكداً أن نظام الابتكار تغير عدة مرات عبر التاريخ.

المحفز الرئيسي
وقال إن “الابتكار هو أهم نشاط اقتصادي والمحفز الرئيسي للنمو الاقتصادي في الدول” مشيراً إلى أن 80-85% من النمو يأتي من الابتكارات الجديدة، وكل الصناعات الحديثة نتجت عن موجة الابتكارات التي شهدها العالم خلال العقود الماضية سواء في مجال الكهرباء أو الكمبيوتر أو اللقاحات أو غيرها.

وضرب المحاضر مثلاً على التحول الكبير بعد الابتكار في مجال الصحة، مشيراً إلى أن “الابتكارات خلال العقود الماضية أضافت 4 مليارات عاماً إلى حياة البشر، بما يساوي 500 تريليون دولار من القيمة الاقتصادية”.

وشدد المحاضر على أن الابتكارات الجديدة مثلما لها إيجابيات كبيرة على مختلف أوجه الحياة، فإن لها سلبيات خطيرة كذلك، مشيراً إلى أن للاكتشافات في مجال الجينات، على سبيل المثال مخاطر وتعقيدات اجتماعية أكثر بكثير من البلاستيك أو أشباه الموصلات.

وعرضت خلال المحاضرة عدة مشاركات مسجلة عبر الفيديو لمسؤولين ومتخصصين تحدثوا عن بعض الجوانب التي تتعلق بموضوعها.

كما عرضت مشاركات مرئية عبر الفيديو لوزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الدكتور سلطان الجابر، والرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل خلفان بلهول، ورئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي البروفيسور إريك زينغ، واستعرض المتحدثون كيف تبنت الإمارات واستثمرت في مختلف التقنيات والابتكارات، وعرضوا وجهات نظرهم في أهمية التكنولوجيا.

وستبث المحاضرة يوم الخميس 21 أبريل (نيسان) في الـ 5:55 مساءً على القنوات المحلية، وعلى قناة مجلس محمد بن زايد على يوتيوب.