شهدت سلسلة Age of Empires سنوات من التفاني والمتابعة من المعجبين. ولقد كانت السلسلة منذ الأيام الأولى للعب ضد الأصدقاء عبر مودم الهاتف لعبة استراتيجية بالوقت الحقيقي بأفضل حالاتها. حيث كان الاندفاع لبناء جيش بسرعة وتحطيم خصومك أمر لا يمل منه أبداً، وستبقيك المعركة من أجل التفوق على الموارد أو المواقع الرئيسية في الخريطة مستمراً حتى النهاية.
ليس من المستغرب إذاً أن Microsoft أضافت أخيراً إلى إرث Age of Empires مع إصدار لعبة Age of Empires IV. استلمت شركة Relic Entertainment زمام التطوير من شركة Ensemble Studios المحبوبة للغاية ولكن الراحلة منذ زمن طويل، وعلى الرغم من أن الشركة تتمتع بخلفية قوية بالألعاب الاستراتيجية بالوقت الحقيقي، إلا أن Age of Empires IV تبدو وكأنها إصدار بعيد عن المخاطرة للغاية، حيث تبدو أكثر كريميك للعبة Age of Empires II. هذا ليس بالضرورة أمراً سيئاً بالطبع، ولكن إذا كنت متعطشاً لتجربة Age of Empires جديدة كلياً، فستجد نفسك تريد المزيد.
تلعب الحضارات دوراً مهماً كما هو الحال مع أي لعبة Age of Empires. وتقدم Age of Empires IV ثمانية حضارات جديدة هم الصينية وسلطنة دلهي والإنكليزية والمغولية والفرنسية والسلالة العباسية والإمبراطورية الرومانية والروس. يركز طور الحملة على 4 منها: الإنكليزية والمغولية والفرنسية والروس، في حين يمكن تجربة الحضارات الأربعة المتبقية في طور اللعب الجماعي. تحتوي كل حملة على حوالي 10 مهمات تقريباً، وتستمر كل مهمة بين 20 إلى 40 دقيقة على مستوى الصعوبة العادي باللعبة.
الأمر الذي نجحت به شركة Relic مع Age of Empires IV هو جعل كل حملة عبارة عن سرد مباشر للأحداث الرئيسية عبر العصور، تكملها مشاهد سينمائية واقعية مذهلة. سواء كنت تحلق فوق قلاع إنكلترا أو تعبر المناظر الطبيعية الشاسعة للإمبراطورية المنغولية، فلن ترغب في تخطي هذه المشاهد السينمائية المفصلة بشكل مذهل. تغيير آخر مثير للاهتمام هو أن اللعبة تستمر في سرد القصة بينما تلعب الأهداف الرئيسية في كل مهمة، مما يعزز من الطبيعة السردية للعبة. يتم السرد بشكل منهجي وجذاب، ويجعلك تشعر أنك لا تعيش أجزاءً مهمة من التاريخ فحسب، بل تحصل على مقعد في الصف الأول لمشاهدة بعض أهم القرارات التي تم اتخاذها في التاريخ.
لكل حضارة امتيازاتها وأفضلياتها الخاصة بها، ومن الصعب اختيار المفضلة بينها حقاً. مع كل حملة ستكتشف كيف ارتقت الحضارة إلى مكانتها الأسطورية، وستتعلم جميع الحيل ومهارات المعارك اللازمة لقهر أعدائك. والطريقة التي تختارها لغزوهم تعود إليك بالطبع، هل تختار طرق الإمدادات بشكل استراتيجي حتى لا يتمكن العدو من نشر المزيد من القوات؟ أم أنك تتمركز في قاعدتك حتى يكون لديك جيش قوي يمكنه سحق أي شيء في طريقه؟ أو لو أتيحت لك الفرصة، هل تشيد بالعدو بشكل دبلوماسي لوقف الغارات على بلدتك؟ الخيارات كثيرة، وستكون هناك دائماً أكثر من طريقة لقيادة ساحة المعركة.
ستتعرف أثناء اللعب في كلٍّ من الحملات الأربع على نقاط قوة كل حضارة، وستعمل على صقلها لصالحك. على سبيل المثال، يفخر الإنكليز برماة القوس الأنكليزي الطويل الشهير، الذين يمكنهم إلقاء السهام على الأعداء بسهولة قبل أن تتاح لهم فرصة الوصول إليك بوقت طويل. والميزة الإضافية في Age of Empires IV هي القدرة على وضع وحدات أعلى جدرانك الآن، لذا فإن وجود صف من الرماة يقفون حراساً عند بوابات مدينتك هو خط دفاع أول جيد. من ناحية أخرى، يستفيد المغول المتشددون من جذورهم البدوية مع القدرة على نقل ممتلكاتهم في أي مكان على الخريطة، مما يجعل من السهل الانتقال إلى مناطق غنية بالموارد أو إعادة التموضع في موقع استراتيجي جديد بالقرب من معسكر للعدو. ستتعلم من خلال كل حملة أساسيات الحرب والوحدات القوية أو الضعيفة مقابل أنواع الوحدات الأخرى. سيأتي هذا بشكل بديهي للاعبين المطلعين على الأجزاء السابقة في السلسلة، ولكن بالنسبة للاعبين الجدد فإن هذا يقدم مساعدة كبيرة. حتى أن هناك نصائح تنبثق أثناء اللعب بناءً على أفعالك، ويمكن أن توصي باستراتيجيات وطرق لتغيير مجرى المعركة.
ويجب عليك أن تخوض المعركة في نهاية المطاف بالطبع، فبقدر المتعة التي يوفرها لك حشد جيش ضخم، إلا أنه لا يمكنك الاختباء خلف أسوار مدينتك إلى الأبد. إن المشهد الرائع لجيشك وهو يجهز تشكيلته أثناء مسيرته نحو العدو ممتع للغاية، وتتيح لك اللعبة تغيير التشكيلات والمجموعات بسرعة لإدارة هجماتك بشكل أفضل. يمكن أن يكون هناك بعض المشاكل في بعض الأحيان مع تحديد المسار، حيث تحاول الوحدات التسلق فوق بعضها البعض للوصول إلى عدو أو نقطة، لذا من الأفضل تقسيم الجيش إلى مجموعات أصغر يمكن التحكم بها لتسهيل توجيههم.
مع ظهور شخصيات رئيسية معينة في كل حملة، ستتمكن من التحكم بالقادة البارزين في جيشك وأخذهم معك إلى المعركة. إنها توفر بعض القدرات الإضافية التي يمكنك استخدامها، على سبيل المثال، القدرة على حشد القوات القريبة للقتال بقوة أكبر، أو حتى شفائهم بمرور الوقت. كانت قدرتي على توجيه Joan of Arc لقيادة الجيش الفرنسي تجربة مثيرة بالتأكيد، وستستمتع بها مع كل حملة من الحملات المختلفة.
دائماً ما تكون التعزيزات موضع ترحيب في أي معركة، وأحد التحسينات الرائعة في Age of Empires IV هو أن المشاة يمكنهم الآن بناء وحدات دعم معينة في ساحة المعركة مباشرةً. يمكن تجميع آلات المدق الحربية في بضع دقائق، مما يجعل من السهل اختراق جدران العدو. حتى أن بعض الحضارات يمكنها بناء أسلحة حصار قوية في ساحة المعركة مباشرةً، مما يساعد على تغيير مجرى الحرب خلال اللحظات المحورية.
المكان الذي يبدو أن اللعبة تتعثر به هو تفاعل الوحدة، وهذا يجعل المعارك أقل إثارة مما يمكن أن تكون عليه. خذ على سبيل المثال سلاح الفرسان الإنكليزي، الذي يستطيع شن الهجوم في المعركة وهم ممتازون في مواجهة وحدات معينة. في حرب حقيقية سيكون شن هجوم سلاح الفرسان قادراً على إحداث بعض الضرر للمشاة أثناء مرورهم عبر صفوفهم، مما يؤدي إلى إضعاف مواقعهم وفتحهم أمام الهجمات. لكن لا يتم تصوير ذلك بنفس الطريقة في اللعبة. حيث سيستمر سلاح الفرسان الخاص بك بالاندفاع نحو أعدائك، ولكنه بعد ذلك سيتوقف فجأة أمامهم ويبدأ بالاختراق بالسيوف والرماح. لم تكن Age of Empires تدور يوماً حول الاقتراب الشديد من آليات العالم الحقيقي، ولكن كان من الأفضل لو أدت بعض الهجمات إلى إطلاق رسوم متحركة مختلفة للإشارة إلى هجمات الوحدات المختلفة. سواء كنت تقتل عدوا بسهم أو بالغضب الناري لمنجنيق، فإن الرسوم المتحركة للموت هي نفسها، مما يتسبب بالإحباط بعض الشيء. حتى عندما تقوم بتقريب ساحة المعركة لتشاهد الآكشن، فإنها لا تعطي شعوراً بالرضا كما ينبغي.
تمتاز Age of Empires IV أيضاً بسهولة إدارة القرويين والاقتصاد، مما يؤدي إلى التخلص من الكثير من التفاصيل بالإدارة التي ابتليت بها الألعاب السابقة. يمكنك الآن بناء مزارع تجدد نفسها تلقائياً، مما يوفر إمدادات غير محدودة من الطعام الذي يمكن للقرويين حصاده. كما سيعمل القرويون الآن تلقائياً استناداً إلى الطريقة التي أكملوها للتو، فلو قمت مثلاً بإعداد معمل للحطب، سيقوم القرويون المعينون ببنائه، ثم سيعملون تلقائياً بتقطيع الأشجار.
تأتي المزايا الأخرى على شكل تأثير، حيث تمنح بعض المباني والمعالم مكافآت لجيشك أو إنتاجك، مما يجعله أكثر كفاءة للحفاظ على اقتصاد قوي. سواء كان ذلك من الضرائب التي تؤدي إلى زيادة الذهب أو شبكة من القلاع التي يمكن أن تنبهك من الأعداء الذين يقتربون منك، فهناك الكثير من المكافآت الرائعة التي يمكنك الاستفادة منها لتحسين فرصك في الفوز. يعتبر المغول مثالاً ممتازاً على ذلك، فلو وضعت مباني الوحدة بجوار Ovoo المقدسة (التي تقوم تلقائياً بتعدين الأحجار من أجلك) ستتمكن من استخدام الحجر لبناء اثنتين من نفس الوحدة دون التأثير على وقت الإنتاج.
ومن الإضافات الرائعة إلى Age of Empires IV مقارنة بالأجزاء السابقة هي العدد الكبير من مقاطع الفيديو الوثائقية التي تفتحها عند إكمال كل مهمة. تتعمق هذه المقاطع بتفاصيل حول الأسلحة والتجارة والدين والعديد من المواضيع الأخرى، ومشاهدتها ممتعة جداً. يمكنك أيضاً فتح معلومات تاريخية حول شخصيات ومعارك رئيسية، مما يعزز من أسلوب Age of Empires IV الذي يركز على تعليم بعض التاريخ أثناء اللعب في اللعبة، وهو أمر يسرنا.
تبدو اللعبة جيدة من الناحية الرسومية، لكنها ليست لعبة تتحمس للعبها بدقة 4K وبمعدل 200 إطار في الثانية. فعلى الرغم من وجود بعض الرسوم المتحركة المميزة في بعض المباني والوحدات، إلا أن النماذج نفسها ليست مفصلة للغاية، مما يبعدك عن الانغماس في اللعبة. وفي حين أن المعارك والمدن التي تقاتل فيها شاسعة لاستكشافها، إلا أن المظهر العام يشبه لعبة كنت ستلعبها في العقد الأول بعد العام 2000، وليس شيئاً يعكس آليات الألعاب الحديثة اليوم. ولكن ربما هذا ما كانت عليه Age of Empires على الدوام، لعبة تضحي بالواقعية والتفاصيل لصالح المعارك الإستراتيجية الممتعة. من ناحية الأداء، عملت اللعبة بسلاسة في أعلى إعدادات الرسومات، مع استثناء في بعض الأحيان لبعض المشاهد السينمائية التي تتعثر قليلاً أثناء التشغيل.
بالنسبة للأشخاص الذين أنهوا حملات اللاعب الفردي (التي تصل إلى 10 ساعات على الأقل)، يمكنهم الغوص في تحديات The Art of War، والتي تعود هنا من الألعاب السابقة. تختبر هذه المهام القصيرة مهاراتك عبر مجموعة متنوعة من السيناريوهات، وهي مناسبة لكل من اللاعبين الجدد والقدامى على حد سواء. يأتي الاختبار الحقيقي بالطبع عندما تغوص بالطور الجماعي ضد الذكاء الاصطناعي أو خصوم حقيقيين.
لا تبتعد Age of Empires IV عن جذور السلسلة، ويمكن أن يكون هذا أمر جيد أو سيء. سيستمتع اللاعبون الجدد بأسلوب اللعب السهل الذي تقدمه اللعبة، بالإضافة إلى خيارات مستويات صعوبة أخرى. وسيستمتع مخضرمو الألعاب الاستراتيجية بالوقت الحقيقي بمستويات الذكاء الاصطناعي الصعبة، لكنهم سيدركون أنه لا يوجد الكثير هنا لتكون بمثابة لعبة Age of Empires جديدة كلياً. حيث لم تخض Relic غمار أية مخاطرة كي لا تبتعد عن الصيغة المجربة والمضمونة، لذا لو كنت تتطلع للاستمتاع بتجربة Age of Empires في 2021، فعليك بهذه اللعبة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.