03:39 م
الخميس 05 مايو 2022
المزيد من المشاركات
كتبت – آمال سامي:
“يا ألف خسارة لأن العد التنازلي بدأ بالنسبة له فهو الآن في الثانية والستين، ومرض السكر بدأ يداعبه، ولكنه بالرغم من ذلك لا يزال الأوحد في دنيا التلاوة”..كانت هذه الكلمات التي رثى بها، مبكرًا جدًا، الكاتب محمود السعدني الشيخ محمد محمود الطبلاوي رحمه الله، في كتابه “ألحان السماء” إذ يشاء الله سبحانه وتعالى أن يمتد به العمر حتى يبلغ الـ 85 عامًا، وبعد وفاة السعدني بعشر سنوات تقريبًا، وهو صائم في مثل هذا اليوم 5 من مايو عام 2020.
“العبقري الوحيد الموجود على الساحة الآن هو الشيخ محمود الطبلاوي” هكذا يصف الكاتب والصحفي محمود السعدني الطبلاوي في كتابه ألحان من السماء مؤكدًا أن عبقرية الشيخ لا دخل له فيها إذ أن الصوت موهبة من الله، وأن الله قد وهبه أحبالًا صوتية ليس لها نظير، وقد وصفها الفنان محمد عبد الوهاب من قبل بأنها معجزة لأنها تؤدي النغمة المستحيلة.
يروي السعدني كيف بدأ الشيخ الطبلاوي حياته كموظف بسيط في شركة ماتوسيان للدخان بالجيزة، وكانت وظيفته فيها قراءة القرآن ورفع الآذان في مسجد الشركة، ولكنه في رأي محمود السعدني، ورغم اشتهاره في ربوع محافظة الجيزة، لم يحقق الشهرة التي يستحقها إعلاميًا لأنه عجز عن الوصول إلى أجهزة الإعلام حينها “لأن الطريق إليها غير سالكة وغير مأمونة وتحتاج إلى بهلوانات تجيد عملية القفز واللف والدوران، وهي أشياء لا يجيدها الشيخ الطبلاوي”.
مأمون الشناوي وبداية شهرة “الطبلاوي”
كانت تسجيلات شركة منتصر للشيخ الطبلاوي هي سبب شهرته، وكان يتولى الإشراف الفني عليها الفنان مأمون الشناوي، ويروي محمود السعدني كيف صرخ الشناوي حين سمع صوت الطبلاوي قائلًا: “هذا الشيخ سيكون هو قاريء الزمن الآتي”، وكانت هذه الاسطوانات السبب في وصول الطبلاوي أخيرًا إلى الإعلام وزياع صيته.
تقدم الطبلاوي للإذاعة عشر مرات حتى تم قبوله أخيرًا في العاشرة، وقال الطبلاوي في تصريحات إعلامية سابقة أن الإذاعة قد رفضته 9 مرات بسبب “عناده” وهو عدم قبوله لطلب فايز حلاوة والموسيقار حسن الشجاعي في دراسة المقامات الموسيقية ولم يكن يقتنع بها، إذ كان يرى أن قراءة القرآن الكريم إحساس لا دراسة، فمادام القاريء لديه نغمة وأذن وتجويد دقيق فلا يحتاج لدراسة المقامات، وتابع الطبلاوي قائلًا أن محمد عبد الوهاب قد عرض عليه تعليمه المقامات حين علم بتلك الأزمة ولكنه رفض ذلك، قائلًا أنه أحب الطبلاوي بهذا الشكل، بطريقته التلقائية الطبيعية في التلاوة وهي ما جلبت له الشهرة وحب الناس، قائلًا أن قبول الإذاعة له من عدمه لم يكن يعنيه كثيرًا ولكنه كان يفعله بناء على طلب أحبابه وأصدقاءه، لينتصر الطبلاوي في النهاية دون أن يدرس المقامات كما رغب.
رفعت والبهتيمي وعبد الباسط..تمنى الطبلاوي زيارتهم
في لقاء تلفزيوني مع قناة الصحة والجمال عام 2009، أجاب الطبلاوي حين سئل أي من المشايخ القدامى الذين رحلوا يتمنى أن يزورهم الآن، أجاب قائلًا انه يتمنى زيارة الشيخ محمد رفعت والشيخ عبد الباسط عبد الصمد والحصري وكامل البهتيمي، قائلًا: “كل هؤلاء أسيادنا وإخوانا وكانوا أناس محترمين..ولذا محمود السعدني كان يقول الشيخ الطبلاوي آخر حبة في سبحة المقرئين…أي القراء القدامى”.
هل يكمل الابن مسيرة أبيه؟
للشيخ الطبلاوي 13 ولدًا و 5 فتيات من ثلاث زيجات مختلفة، ورث أحد أبنائه موهبته في التلاوة وهو ابنه محمد، وهو الابن قبل الأخير، درس التجارة، وحضر مع والده وتلا معه القرآن الكريم في العديد من البرامج والحفلات، بل قلّد أسلوبه في التلاوة أيضًا، مما جعل البعض يصفه بـ “الطبلاوي الصغير”، وفي لقاء للطبلاوي رحمه الله مع برنامج الحياة اليوم، رفض القراءة قائلًا: “أنا سايب القراءة لمحمد…أرى فيه شبابي”، ليتلو آيات من سورة التوبة..
رابط المصدر