كما الغالبية العظمى من مستخدمي الإنترنت، فعلى الأرجح أن لديك حساب تواصل اجتماعي من نوع ما، وفي الغالب المنصة التي تستخدمها هي موقع الشهير والذي يضم ما يقرب من 2.93 مليار مستخدم نشط شهريًا اعتبارًا من الربع الأول من هذا العام 2022. إذ يعد الفضاء الأزرق أو ، الشبكة الإجتماعية الأكبر والأكثر استخدامًا عبر الإنترنت في جميع أنحاء العالم بالرغم من تراجع سمعتها في الفترة الأخيرة تبعاً لقضايا تتعلّق بالخصوصيّة والأمان، لكنها تظل شبكة التواصل الاجتماعي الأول عالميّاً. ولهذا ربما يتسابق إلى ذهنك سؤال مهم يبحث العديد عن إجابة له، لماذا سُمي «» بهذا الإسم ؟
فيس بوك أو أو كما يلقبه البعض بالفضاء الأزرق يعد أكبر وأشهر شبكة اجتماعية حيث يمتلك تقريبا نصف سكان الكوكب (يبلغ عدد سكان العالم اعتبارا من شهر مايو الجاري حوالي 7.9 مليار نسمة) ويسمح ال للمستخدمين بالتواصل ومشاركة أي شيء مع بعضهم البعض ومع ذلك الشبكة الاجتماعية الأكبر حاليا لم تكن في بداياتها هكذا ولم يكن في مخيلة أي شخص حتى مؤسسها أنها سوف تكون مؤثرة ومهيمنة على الإنترنت.
اسم عملاق السوشيال ميديا لم يكن محض صدفة!
لنعود بالزمن في رحلة قصيرة وسريعة وتحديدا في مرحلة ما من القرن العشرين، حيث بدأت بعض الجامعات والمدارس الثانوية في أمريكا بإطلاق كتاب مُصغر يتضمن صورا لوجوه الطلاب الجدد أو الوافدين على غرار الكتاب السنوي الذي يحتوي على صور ومعلومات حول الطلبة والأنشطة التي تمت خلال العام، ولأن هذا الكتاب المصغر أو الدليل كان يتضمن صورة لوجه الشخص فقط، أطلق عليه كتاب الوجه حيث تتكون كلمة من مقطعين الأول هو Face وتعني الوجه والثانية هي Book وتعني كتاب.
الدليل أو الكتاب المصغر أو كتاب الوجه (فيس بوك) لم يتم تعميمه في كافة الجامعات أنذاك وهذا ما أزعج مارك زوكربيرج الذي كان حينها (عام 2003) طالبًا في جامعة هارفارد وشعر بالاستياء من عدم وجود “كتاب الوجه” ولهذا فقد أخذ الأمور بين يديه وجمع صور طلاب جامعة هارفارد ووضعها على موقع يسمى [facemash.com] وسمح هذا الموقع للزوار بمقارنة وتصنيف جاذبية الطلبة على غرار Hot or Not (موقع تصنيف يسمح للمستخدمين بتقييم جاذبية الصور) الذي كان شائعًا في ذلك الوقت.
واجه زوكربيرج مشكلة كبيرة مع المجلس الاستشاري لجامعة هارفارد لأنه خالف قوانين الجامعة واضطر لإغلاق الموقع حتى لا يواجه أي إجراءات تأديبية.
لم ييأس مارك وظلت فكرة الموقع تراوده وفي عام 2004، أعاد تجميع صفوفه وقام بإنشاء موقع TheFacebook.com، والذي استعار فكرته من موقع تواصل شهير في ذلك الوقت يُسمى “فريندستير” حيث يقوم فيه الأعضاء بإضافة صورهم ومعلوماتهم حسب الرغبة ويتم البحث عن المستخدمين من خلال الصور أو الوجوه وبالتالي لن يتم انتهاك قواعد الجامعات. رويدًا رويدًا بدأ الموقع يكتسب شعبيته بشكل محصور داخل جامعة هارفارد ثم ذاع صيته سريعًا إلى جامعات أخرى وقرر مارك في عام 2005 تغيير إسم الموقع ليصبح “Facebook”، وبعد عام تقريبًا أتيح الموقع لأي شخص من أي مكان في العالم.
هيمنة تحت الاسم الجديد Meta
انتشر فيس بوك وذاع صيته في العالم حتى وصل إلى 100 مليون مستخدم في عام 2008 وبعد أربعة سنوات وتحديدًا في عام 2012 أصبح عدد مستخدمي الموقع مليار مستخدم، وكما اتضح، يحب الناس حقًا رؤية صور بعضهم البعض ونمت شعبية كثيرا على مدار السنوات الماضية واعتبارا من شهر مارس لهذا العام 2022، وصل العدد إلى حوالي 2 مليار مستخدم نشط في جميع أنحاء العالم.
في أكتوبر 2021، قرر مارك زوكربيرج تغيير إسم الشركة الأم من إلى ميتا في محاولة لتخفيف الضغوطات والانتقادات التي طالت شركته حيث واجه هجوم شرس نتيجة عدم اهتمامه بخصوصية المستخدمين وفضيحة تسريب البيانات وبيعها لشركات آخرى مثل كامبريدج أناليتكس بالإضافة إلى بدء الإعلان عن مرحلة جديدة من الإنترنت وهي الميتافيرس أو كما يلقبه البعض بالعالم الموازي؛ أيا كان لا تزال هي أكبر شبكة اجتماعية تضم ربع سكان العالم.
ختامًا: هكذا تعرفنا على السبب وراء تسمية بهذا الاسم حيث كان الهدف في البداية البحث عن الآخرين عبر الوجه أو الصور ومن ثم تحولت الفكرة البسيطة لأكبر شبكة اجتماعية في الكوكب والتي تسمح للمستخدم بالتواصل مع الآخرين عبر محادثات نصية ومكالمات صوتية وفيديو عالية الجودة بالمجان.