اكتشف علماء الفلك ثقبا أسود مرعبًا يجوب رحاب مجرة درب التبانة ويمكن أن يبتلع شمسنا فى يوم من الأيام.
الكون المرئى ملىء بالثقوب السوداء، أى الوحوش التى تأكل النجوم القريبة، وحسب علماء إيطاليين من المدرسة الدولية للبحوث المتقدمة (SISSA)، نشروا نتائج حساباتهم فى مجلة الفيزياء الفلكية، هناك 40 مليارا، أى 40 كوينتيليون من الثقوب السوداء، لذلك ليس من المستغرب وجود ثقوب سوداء فى مجرتنا درب التبانة، وتم العثور على اثنتين منها بالفعل.
وأحدها هو ما يسمى بـ “A * القوس” يقع في وسط المجرة، على بعد 26 ألف سنة ضوئية منا، وفقا لتقرير روسيا اليوم.
وهو لا يشكل أى تهديد لنا مثل غيره، لكن الثقب الأسود، الذي تم اكتشافه بالقرب منه على بعد حوالى 5 آلاف سنة ضوئية، يتحرك، ويطير عبر درب التبانة بسرعة 45 كيلومترا فى الثانية، وتم تأكيد وجود هذا الوحش مؤخرا من قبل عالمى الفلك، كيسي لام وجيسيكا لو من جامعة كاليفورنيا فى بيركلي.
وقامت، جيسيكا لو، بمراجعة البيانات التي حصل عليها زملاؤها في معهد علوم تلسكوب الفضاء.
واتضح أن الثقب الأسود يشوه مجال جاذبيته، ما يمثل ظاهرة الضوء المنحرف، وكان هناك تأثير لما يسمى بعدسة الجاذبية الدقيقة، وبفضلها بدأت النجوم التى كانت وراء الجرم الفضائى الضخم تبدو أكبر وأكثر سطوعا.
مع ذلك، فإن، كيسى لام يعتقد أن زملاءه كانوا مخطئين بعض الشىء والثقب الأسود الجوال أصغر مما يبدو وليس أثقل بـ7 مرات من الشمس، لكن ليس أكبر منها بـ4 مرات، وهو يطير بشكل أبطأ، أى بسرعة 30 كيلومترا في الثانية.
فلماذا يتحرك الثقب الأسود؟ – لأنه تم إلقاؤه جانبا بسبب الانفجار المنحرف قليلا للنجم الذى تسبب فى نشوئه، ويحدث ذلك فى بعض الأحيان مع نجوم ضخمة، وكان سلف الثقب الأسود الجوال أثقل بـ30 مرة من الشمس.
ولم يحدد علماء الفلك بعد ما إذا كان الوحش يتجه نحونا بالفعل، ولكن لو دخل الوحش الطائر المنظومة الشمسية لدمر الشمس وامتصها تدريجيا بكل محتوياتها، ولن يحدث ذلك قريبا لكن بعد بضعة ملايين من الأعوام وحتى الآن لا يزال الوحش الجوال بعيدا جدا عنا.