أشاد سعادة الدكتور محمد ولد أعمر المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم/ ألكسو/، بالتعاون المثمر بين المنظمة ودولة قطر في الشأن الثقافي.. فيما شدد سعادته على دور المنظمة في حماية التراث الثقافي والحضاري في مدينة القدس وسائر الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، والسعي لدى المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية، العاملة في المجال الثقافي، لفضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، في هدم المؤسسات الثقافية العربية والإسلامية، مؤكدا أن القضية الفلسطينية بكل مكوناتها وتفرعاتها تحظى باهتمام ودعم خاص من المنظمة وجميع البلدان العربية.
وقال مدير عام “ألكسو”، في حديث خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، إن المنظمة، بناء على الطلب الذي تقدمت به المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” في العام 2016، وبالتنسيق مع بقية الدول العربية نجحوا في تقديم مبادرة رائدة لمنح الرواية العربية مكانتها في المشهد الثقافي العربي والعالمي عموما، حيث تم اعتماد الأسبوع العالمي للرواية خلال اجتماع المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو في دورته 112، والمؤتمر العام لليونسكو في الدورة 41 اللذين انعقدا في شهر نوفمبر من العام الماضي، ومن ثم سيكون هناك احتفال سنوي خلال الفترة 13 – 20 أكتوبر من كل عام بالرواة والرواية في مختلف أصنافها ومواضيعها وأغراضها وكتابها.
وأشار إلى أن هذه المناسبة فرصة في كل أنحاء العالم لنشر قيم التسامح والسلام والعيش المشترك والترويج للإبداع الإنساني في هذا المجال وخاصة التعريف بما تزخر به الحضارة العربية وإبرازه للبشرية جمعاء.. موضحا أن المنظمة شرعت في الاستعداد لهذا الأسبوع من خلال التواصل مع كل المهتمين بهذا المجال في كل البلدان العربية وتتجه النية إلى أن يتم اعتماد موضوع لكل دورة، وأن يكون الاحتفال بالنسبة إلى الدورة الأولى عربيا مشتركا مع ترك المبادرة إلى كل بلد عربي للاحتفال بطريقته الخاصة.
وشدد سعادته على أن موضوع فلسطين وتراثها حاضران في كل الأنشطة والبرامج والمؤتمرات التي تعقدها الألكسو وخاصة فيما يتعلق بالجانب الثقافي، ويتم إفراد هذه المسألة ببند خاص في كل دورة من دورات مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي وذلك لعرض الأوضاع الثقافية في فلسطين والقدس والتداول بشأنها وحشد الدعم لها، فضلا عن تخصيص جلسة في كل دورة من دورات مؤتمر الآثار والتراث الحضاري للتراث الفلسطيني، وكذا الشأن بالنسبة إلى اجتماعات مرصد التراث العمراني والمعماري بالبلدان العربية الذي خصص اجتماعه الخامس لموضوع “المحافظة على مدن التراث الإنساني المهددة بالخطر “مدينة القدس”.
وتابع مدير عام منظمة الألكسو في حديثه لوكالة الأنباء القطرية / قنا/ أن الاجتماع الرابع عشر للجنة الخبراء العرب في التراث الثقافي والطبيعي العالمي خصص لدراسة الملفات العربية المسجلة على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر وتم خلاله التركيز بصفة خاصة على ملف القدس: البلدة القديمة في القدس وأسوارها، وغيرها من المحطات الهامة فالقضية الفلسطينية حاضرة ثقافية في مختلف برامج وأنشطة المنظمة، إلى جانب سعيها إلى إحياء كل المناسبات الرمزية ذات العلاقة بمقاومة الشعب الفلسطيني ونضاله التحرري مثل يوم الأرض واليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وغيرهما.
كما دعا سعادة الدكتور محمد ولد أعمر المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم/ ألكسو/ إلى ضرورة تقييم مسار العمل الثقافي العربي أثناء فترة جائحة كورونا كوفيد 19، واقتراح مشروع ثقافي عربي يحمل مواجهات ديناميكية ويستجيب للتحديات التي يواجها العمل الثقافي العربي المشترك. وقال “إننا بحاجة إلى مشروع يستشرف الحلول ويدعم تبادل الخبرات والتجارب الناجحة في مجال القطاعات الثقافية بين الدول العربية والاستفادة منها لتحقيق انتعاش مستدام في الاقتصاديات المحلية القائمة على الإبداع”، مشيرا إلى أن المنظمة تعمل حاليا مع الجهات المتخصصة في الدول العربية على تنفيذ هذا المشروع حسب الاحتياجات التي تعبر عنها الدول، مؤكدا على الدور الحيوي والحاسم للثقافة في زمن الأزمات، لأن الثقافة تعزز الإحساس بالانتماء إلى المجتمع البشري وتمنح المعنى لإنسانيتنا ولقيمنا الحضارية.
وأوضح أن منظمة الألكسو كانت قد وضعت مشروعا عربيا ثقافيا مشتركا خلال أزمة كورونا، لتعزيز القدرات المهنية والعملية للمشغلين والعاملين في مجال الثقافة والتراث بالدول العربية لدعم شبكة الأمان الاجتماعي للمشتغلين في قطاع الثقافة والتراث، وتعزيز قدرات الأفراد والمؤسسات الثقافية الصغيرة لتتمكن من الصمود أمام تحديات الأزمة الحالية، ليقدم المشروع مجموعة واسعة من الأنشطة، تشمل دعم القدرات والتشبيك والمرافقة، وهيكلة المؤسسات الثقافية ورعاية المؤسسات الصغيرة والناشئة في مجال الثقافة والتراث، منوها بأن هذا المشروع جاء عقب تعرض قطاع الثقافة والإبداع في الدول العربية في ظل جائحة كورونا إلى خسائر مالية كبيرة، وزيادة نسب البطالة في صفوف المبدعين والتقنيين والموظفين والعمال المرتبطين بهذه القطاعات.
ونوه إلى أن الدول العربية اعتمدت سياسات متفاوتة لمواجهة تداعيات جائحة كورونا وتأثيراتها السلبية على القطاعات الثقافية والإبداعية، معتبرا أن معظم هذه السياسات والتدابير لم تكن بالقدر الكافي لإنقاذ هذه القطاعات واحتواء تداعيات الجائحة، ولذلك لا يمكن قياس انعكاس المشروع على الوضع الثقافي الراهن والتحقق من نتائجه قبل الانتهاء من البرنامج التنفيذي المعتمد للسنة الحالية، كاشفا بأنه سيتم تقديم تقرير حول مدى تقدم إنجاز المشروع وما حققه خلال المؤتمر القادم للوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي الذي سيعقد بمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية في شهر ديسمبر المقبل.