جاء في “المركزية”:
قفز الاستحقاق الرئاسي الى رأس الاولويات السياسية المحلية، رغم كون الحكومة اللبنانية العتيدة لم تبصر النور بعد، ورغم انشغال اهل الحكم بملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية. على الضفة المسيحية خصوصا، الاهتمام بالانتخابات كبير، سيما من قبل الاطراف المعارضة للعهد العوني.
رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اعتبر في مواقفه الاعلامية في الاسابيع القليلة الماضية ان، لو كان مكان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لاستقال فورا، داعيا الرئيس نبيه بري الى الاسراع في اعداد المجلس النيابي للانتخابات منذ دخول البلاد المهل الدستورية للاستحقاق في مطلع ايلول.
اما المكتب السياسي لحزب الكتائب فطالب بعيد اجتماعه الاخير الثلثاء “بضرورة احترام الاستحقاق الرئاسي والشروع في عقد جلسة لمجلس النواب لانتخاب رئيس جديد للجمهورية فور دخول المهلة الدستورية في الأول من أيلول المقبل منعًا لتضييع وقت لم يعد متوفرًا وحرصًا على ما أبقى العهد الحالي من دستور ومؤسسات”.
في كل عظة للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، حتى قبل الانتخابات النيابية في ايار الماضي، الملف الرئاسي حاضر ايضا. يوم الاحد الفائت، طالب “بإلحاح” بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، قبل موعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية بمدة شهر على الأقل أو شهرين على الأكثر، معتبرا أن الشعب ينتظر أن يكون رئيسا واعدا ينتشل لبنان من القعر الذي أوصلته إليه الجماعة السياسية، أكانت حاكمة أم متفرجة.
اما على الصعيد الوطني لا المسيحي فقط، فالنواب التغييريون ايضا يريدون رئيسا جديدا بسرعة. الثلثاء اصدورا بيانا جاء فيه “ندعو اللبنانيين أن نعمل سوية للضغط منذ الآن من أجل انتخابِ رئيسٍ جديدٍ للجمهورية يكون مستعدا أن يضع مصالح الناس في أولوية عهده، وللضغط من أجل تشكيل حكومة تقر خطة حقيقية للتعافي لوقف النزيف وإعادة إطلاق عجلة القطاعات الإقتصادية المنتجة (…) وإلا فإن الإنهيار الإقتصادي لن يتوقّف عن التسارع”.
الكل اذا، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، يستعجل الانتخابات الرئاسية. لكن مَن يرفعون هذا اللواء، ويبنون رهانات كبيرة على الاستحقاق المنتظر، يعرفون جيدا ان حصوله في شكل يحقق التغيير والخلاص المرجوّين، يستدعي إعدادا جيدا لخوض غماره بطريقة مختلفة، طريقة تضمن ان يكون مدخلا نحو انقاذ لبنان واللبنانيين. فهل هم في هذا الصدد؟
الامر يحتاج الى تنسيق بين المعارضين للعهد ولتحالف التيار الوطني الحر – حزب الله وحلفائهم، يكون عابرا للحسابات الضيقة والفئوية وبعيدا من شعار كلن يعني كلن الذي لن يخدم الا المنظومة. امس، قال جعجع “الباب الاول للخلاص سيكون انتخابات الرئاسة ولكن اذا خضتموها كما خضتم انتخابات نيابة الرئاسة واعضاء هيئة المجلس سنكون امام النتيجة ذاتها وستعطون محور حزب الله وحلفائه، اي محور السلطة كما تسمونه، منصب رئيس الجمهورية على طبق من فضة وستربطون الشعب على مدى السنوات الست المقبلة بالوضعية ذاتها”. لذلك، دعا جعجع “كل فرقاء المعارضة من نواب جدد ومستقلين واحزاب التفاهم على مرشح مختلف عن مرشح السلطة الحالية التي ستعلن عنه في اللحظات الاخيرة”.
فهل سيلاقي التغييريون اليد الممدودة اليهم، أم سيتركون الرئاسة تسقط ايضا وعلى طبق من فضة، في يد حزب الله فيمددون معاناة اللبنانيين 6 سنوات اضافية؟!