التخطي إلى المحتوى

رصدت «الإمارات اليوم» طرح جامعات في الدولة عديد البرامج الدراسية الجديدة في البكالوريوس والدراسات العليا، خلال الأعوام الأكاديمية الثلاثة الأخيرة، لمواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة التي غيرت ملامح سوق العمل المحلي والعالمي، والاعتماد المتزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتوثيقها.
وأكد مرشدون أكاديميون، أن اختيارات التخصصات الجامعية شهدت تحولاً كبيراً خلال الثلاث سنوات الماضية خصوصاً بعد جائحة «كوفيد- 19» التي أجبرت الدول على الإغلاق، ما غير من تركيبة سوق العمل بشكل كبير وحول أنظار سوق أصحاب العمل إلى التخصصات التكنولوجية، ومن جانبها، حددت دائرة التعليم والمعرفة 65 تخصصاً جامعياً تشكل مهن المستقبل وتوائم احتياجات سوق العمل في الدولة، فيما أكدت وزارة الموارد البشرية والتوطين، أن سوق العمل الإماراتية تشهد تغييرات مستمرة نتيجة التطورات التكنولوجية المتسارعة والتقنيات الحديثة.
وتفصيلاً، أفاد المرشدون الأكاديميون، محمد نوار، ويوسف أسعد، ومجدي ثابت، بأن سوق العمل الإماراتية تشهد تغيراً كبيراً في المهن والتخصصات نتيجة التقدم والتطور التكنولوجي والاعتماد على الذكاء الاصطناعي، التعليم الآلي، الروبوتات، والطباعة ثلاثية الأبعاد، بالإضافة إلى ظهور تقنية البلوك تشين التي باتت تلعب دوراً محورياً في أتمتة العمليات، ما أدى إلى إحداث تحويل جذري في سوق العمل.
وأفاد المرشدون الأكاديميون، ياسر إبراهيم، وجيلان حنا، وسامي عاصم، بأن اختيار الطالب للتخصص الجامعي يجب أن يراعي جوانب عدة أولها الرغبة والشغف، ثم حاجة سوق العمل الحالية، والبلد الذي يفكر في الإقامة والعمل به، لافتين إلى أن أهم التخصصات التي يقبل الطلبة على دراستها حالياً تتركز في هندسة الفضاء، وهندسة الطاقة النووية السلمية، والطاقة المتجددة، والإلكترونيات، والميكاترونكس هندسة الروبوتات، والذكاء الاصطناعي، وعلوم البيانات الضخمة، والابتكار الاجتماعي، التعليم الإلكتروني، والدراسات البيئية وعلوم الأرض، بالإضافة إلى العلوم الطبية.
ورصدت «الإمارات اليوم» طرح جامعات في الدولة العديد من البرامج الدراسية الجديدة في البكالوريوس والدراسات العليا، خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، لمواكبة تطور سوق العمل.
وأكدت جامعة الإمارات تنفيذها مراجعة دورية للبرامج الأكاديمية بما يتماشى مع التوجهات العالمية في كل تخصص والاحتياجات الحقيقية لسوق العمل من تخصصات وبرامج أكاديمية تساعد في بناء جيل من الخريجين المؤهلين بمهارات المستقبل. وتسعى الجامعة لتزويد الطالب الجامعي بالمهارات المستقبلية، وتعمل على تحديث خططها وبرامجها الأكاديمية بما يتوافق مع التطلعات المستقبلية والأولويات والاستراتيجيات الوطنية.
وأشارت إلى طرحها برامج أكاديمية تخدم مشروعات الـ50 من أبرزها برنامج التخصص الفرعي للذكاء الاصطناعي، الذي تطرحه كلية تقنية المعلومات، لما له من أهمية في وقتنا الراهن.
كما طرحت الجامعة برنامج ماجستير العلوم في هندسة الحاسوب – إنترنت الأشياء، وهو برنامج متعدد التخصصات يوفر للطلبة فرصة فريدة لدراسة تطبيق أحدث تقنيات المعلومات والاتصالات.
فيما قام قِسما الفيزياء وعلوم الأرض بكلية العلوم بطرح برنامج البكالوريوس ‏والماجستير في علوم الفضاء وعلوم الأرض، كما قامت الكلية بطرح برامج ‏مسرِّعة‎ (BS-MS) ‎في الفيزياء والرياضيات، تتيح لطلبة البكالوريوس ‏المتميزين أخذ مواد من درجة الماجستير في السنة الأخيرة.
من جانبها، أطلقت جامعة أبوظبي أربعة مسارات جديدة، وذلك كجزء من جهودها المتواصلة لإعداد الطلبة وتمكينهم من تولي وظائف واعدة في سوق العمل في المستقبل.
فيما أطلقت جامعة نيويورك أبوظبي، برنامجاً أكاديمياً بشكل جديد في مجال الأعمال، ويأتي تخصص «إدارة الأعمال والمؤسسات والمجتمع» بهدف تزويد الطلاب برؤية شاملة حول أوجه الترابط والتفاعل المعقدة بين قطاع الأعمال والمجتمع.
من جانبها، طرحت جامعة خليفة خلال العامين الأكاديميين الماضيين برامج برامج دكتوراه وماجستير وبكالوريوس شملت علوم الأحياء الجزيئية والخلوية وعلوم الأرض والكواكب وبرنامج الماجستير الجديد في هندسة الطيران، بكالوريوس في علوم الكمبيوتر والذي يتمثل بمساق الذكاء الاصطناعي، ومساق في ميكاترونيكس (التخصص الذي يدمج تخصص الهندسة الميكانيكية والإلكترونية) إلى جانب برنامج بكالوريوس العلوم في الفيزياء، بهدف تلبية متطلبات دولة الإمارات المتزايدة لرأس المال الفكري والبشري كخطوة في تعزيز التحول نحو الاقتصاد الرقمي المبني على المعرفة.
فيما تقدم جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، عدداً من برامج الدراسات العليا التي تلبي احتياجات السوق في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تقدم الجامعة برامج ماجستير العلوم والدكتوراه في المجالات الرئيسة للذكاء الاصطناعي، وتشمل ثلاثة تخصصات رئيسة، تعلم الآلة والرؤية الحاسوبية ومعالجة اللغات الطبيعية.
كما طرحت جامعة الشارقة، برامج دراسية جديدة للماجستير تتصل بالعلوم الطبية، وهي ماجستير العلوم في تمريض العناية الفائقة للبالغين بكلية العلوم الصحية، ماجستير العلوم في الصحة البيئية، ماجستير العلوم في العلوم والهندسة البيئية بكلية الهندسة، ماجستير العلوم في إدارة مرض السكري بكلية الطب ودبلوم الدراسات العليا في تطبيقات تكنولوجيا الأشعة فوق الصوتية.
وطرحت جامعة زايد برنامجين للتخصصات المتعلقة بالعلوم الصحية لمواجهة الأوبئة في المستقبل هما ماجستير في الصحة العامة وماجستير في الإرشاد وعلم النفس، فيما أتاحت أكاديمية ربدان لأول مرة الفرصة لخريجي الثانوية العامة للتسجيل في اثنين من برامجها المتخصصة، حيث يمكنهم الآن الانتساب إلى برنامج البكالوريوس في إدارة استمرارية الأعمال، وبرنامج البكالوريوس في الإدارة المتكاملة للطوارئ.
إلى ذلك حددت دائرة التعليم والمعرفة نحو 65 تخصصاً جامعياً تشكل مهن المستقبل وتوائم احتياجات سوق العمل في الدولة، وذلك ضمن 10 مجالات رئيسة شملت الزراعة والغابات ومصايد الأسماك والطب البيطري، وتخصص الفنون والعلوم الإنسانية، وإدارة الأعمال والقانون، والتعليم، والهندسة، والبناء والتصنيع، والصحة، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والعلوم الطبيعية والرياضيات والإحصاء، والخدمات، بالإضافة إلى العلوم الاجتماعية والسلوكية.
وأشارت الدائرة إلى تقديمها منحاً دراسية للطلبة في أفضل 150 جامعة، وذلك عبر برنامج بعثات أبوظبي. 
جامعات تطرح برامج جديدة لمواكبة التطورات المتسارعة في سوق العمل.
بعثات أبوظبي
أشارت دائرة التعليم والمعرفة، إلى أن برنامج بعثات أبوظبي للطلبة المتميّزين تأسس عام 2009، وبلغ عدد الملتحقين به 3453 طالباً وطالبة بين عامي 2011 و2020، لافتة إلى أنه في إطار سعي البرنامج لدعم احتياجات سوق العمل المستقبلية في أبوظبي، وفّر البرنامج مختلف أشكال الدعم لنحو 2878 طالباً في المرحلة الجامعية، و107 طلاب في مرحلة الدكتوراه، و450 طالباً في مرحلة الدراسات العليا على مدى العقد الماضي، حيث تم تخصيص 85% من المنح للطلبة المتخصصين في مجالات الطب والعلوم الصحية والهندسة وإدارة الأعمال والقانون. ويتبوأ حالياً خريجو برامج بعثات أبوظبي مناصب قيادية مختلفة في الدولة.
ولفتت الدائرة إلى أن برنامج بعثات أبوظبي للطلبة المتميزين يحظى بدعم برنامج التوجيه الجامعي والمهني، إحدى مبادرات برامج إثراء الطلبة (Rize) التابع لدائرة التعليم والمعرفة، والذي يهدف إلى تمكين طلبة الصف التاسع حتى الـ12، وذلك بتعزيز مهاراتهم الأكاديمية الضرورية لمتابعة دراساتهم العليا والانطلاق في مسيرتهم المهنية مستقبلاً.
ولعب برنامج التوجيه الجامعي والمهني دوراً محورياً في إعداد الطلبة للتقديم لبرنامج بعثات أبوظبي، حيث عمل القائمون على البرنامج مع الطلبة عن كثب لتزويدهم بالدعم العملي وبحث أفضل المساقات التعليمية التي تلائم اهتماماتهم وتطلعاتهم.
6 تخصصات «رقمية»
أكدت وزارة الموارد البشرية والتوطين، أن سوق العمل الإماراتية تشهد تغييرات مستمرة نتيجة التطورات التكنولوجية المتسارعة والتقنيات الحديثة، موضحة أن الدولة وضعت العديد من الاستراتيجيات الوطنية التي استشرفت مجالات معينة يمكن فيها للشباب تطوير مهاراتهم المستقبلية.
وحددت الوزارة، في منشورات إرشادية بثتها، على منصاتها الإلكترونية الرسمية، تحت عنوان «هذه هي مهن الـ10 سنوات المقبلة»، ستة قطاعات أو تخصصات وظيفية «رقمية» قد تكون الأكثر استحواذاً على سوق العمل في الدولة خلال العقد المقبل، هي «محللو البيانات، العلماء، متخصصو الذكاء الاصطناعي، متخصصو تعلم الآلة، متخصصو البيانات الضخمة، متخصصو التسوق الرقمي والاستراتيجيات».