أكد مشاركون، مختصون، في منتدى دبي للمستقبل أن قطاع الفضاء سيسهم بشكل كبير في صناعة المستقبل، مؤكدين أن الإنسان ذهب إلى خارج الأرض من أجل الأرض، وأن استيطان الفضاء حلم سيتخطى التحديات والصعاب في المستقبل القريب.
وأجمع المشاركون في جلسة بعنوان “هل سيسهم قطاع الفضاء في تصميم القرن المقبل” ضمن أعمال اليوم الأول لـ “منتدى دبي للمستقبل”، التي أدارها مدير أكاديمية دبي للمستقبل سعيد القرقاوي، على أن العوامل التي قد تدفع الإنسان إلى التفكير بإنشاء مجتمعات وقواعد بشرية على كواكب أخرى، ستتفوق مستقبلاً على المخاطر المحتملة، وتشجع على إيجاد حلول مستقبلاً للعيش في الفضاء، وتتخطى التحديات الكبيرة، وتحلّق بالطموحات إنسانية بالتوسع والسفر إلى الفضاء وإيجاد مكان أفضل للعيش والحياة والازدهار.
وقال مارك بير من مؤسسة أسغارديا الفضائية أنه يجب وضع القوانين والتشريعات والأنظمة لضمان المساواة والعدل في العيش في الفضاء، مشيراً إلى أنه خلال الخمسين عاماً القادمة سنعيش على القمر، وخلال 100 سنة القادمة سنعيش على المريخ، لهذا علينا وضع القوانين والتشريعات والأنظمة لضمان المساواة والعدل في العيش في الفضاء، والتي ستكون قائمة على التوافق لا السيطرة، مع الابتعاد عن المنظومات العرقية والطبقية التقليدية، واتباع المنظومة الإنسانية للعيش بسلام، وهذا يؤكد على أننا لن نحقق طموحاتنا في الفضاء إلا بالتوافق”.
وأوضح أن قيمة الاستثمارات في قطاع الفضاء ستبلغ بحلول عام 2040 نحو 20 ترليون دولار، بنتيجة التفاوض والمناقشات، ولكن نتيجة لعوامل تهدد البشرية، مثل الحروب، وتفشي الأمراض والأوبئة، والكوارث المناخية، وهو ما يحتم علينا التفكير بإيجاد أماكن أخرى للعيش، والتفكير في الفضاء كخيار للوجود البشري.
وذكرت مديرة الأبحاث في المركز الوطني للبحوث العلمية بمرصد باريس الدكتورة أثينا كوستينس أن البشرية ستتمكن خلال العقود القادمة من الإجابة على بعض التساؤلات حول إمكانية الحياة على كوكب آخر، مشيرة إلى أن الفضول يقود إلى الاكتشاف، وأن الاكتشاف دافع رئيسي للمعرفة، وبهذا سنتمكن خلال العقود القادمة من الإجابة على بعض التساؤلات حول إمكانية الحياة على كوكب آخر غير كوكب الأرض، وعلينا في البداية دراسة وتحديد الضوابط للعيش في الفضاء، لحمايته وحماية أنفسنا من التحديات والمخاطر التي قد تؤثر على حياتنا في كوكب الأرض، وفي حال أخذنا قراراً مصيرياً حول العيش على كوكب آخر يجب أن يتم ذلك بشكل مستدام وآمن، وذلك عبر الاستكشاف الآمن للفضاء.
وقالت: “إن ما نحتاجه لنبقى على قيد الحياة هو الغذاء، والماء، والطاقة، في ظل بيئة آمنة ومستقرة، ليكون المكان مؤهلاً للعيش والحياة، وعلينا إيجاد هذه العوامل في الفضاء، وفي حال عدم توفرها علينا البقاء على الأرض، وعدم المجازفة، حيث إننا وحتى الآن ومن خلال مهامنا إلى الفضاء، لم نكتشف أي مكان يمكننا العيش به، ولا توجد آية موارد آمنة على سطح القمر أو المريخ، وهذا يدل على أن بناء قواعد مأهولة في الفضاء يحتم علينا إرسال مجموعة من العناصر إلى هناك، وبهذا تعتبر فرصتنا ضئيلة جداً”.
من جهته قال رئيس فريق المشاريع والاستكشافات المستقبلية في شركة “سبيس أبليكيشن سيرفيسز دييغو أوريينا إن العالم يتجه في الطريق الصحيح نحو استكشاف الفضاء والاستثمار في فرصه، والاستثمار في قطاع الفضاء، حيث نعمل حالياً على تقليل تكلفة التنقل فيه، والتعريف بآليات العيش في مجتمعات فضائية في كواكب أخرى مثل القمر، واستغلال الموارد في العيش في الفضاء، وتسريع وتيرة النمو في هذا المجال من خلال تعزيز الاستثمارات الحكومية والشركات الخاصة في العقود القادمة؛ مشيراً إلى أنه على المدى القريب سيكون هناك وكالات فضاء متعددة مثل وكالة ناسا، لتقديم الخدمات للجهات الحكومية والأفراد للسفر إلى الفضاء”.
بدورها أكدت المتخصصة في الهندسة المعمارية الفضائية ميكال زيزو أنه علينا التفكير في الازدهار في الفضاء وليس العيش فيها فقط، موضحة أننا نعيش في عصر الفضاء الجديد، حيث بات العديد من الأشخاص مهتمين بالفضاء، وستكون هناك رحلات مأهولة إلى الفضاء بحلول الخمسين عاماً القادمة، وسيكون هناك بنية تحتية تستند إلى هندسة معمارية تتناسب مع العوامل والظروف الفضائية، وفي سبيل ذلك نحتاج إلى وقت طويل للانتهاء من تصميمها، وربما لن نشهدها نحن ولا أطفالنا، ولكن أجيال المستقبل”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
Share
طباعة
فيسبوك
تويتر
لينكدين
Pin Interest
Whats App