النوم المبكّر
يعتبر النوم من أهمّ المتطلّبات الرئيسيّة التي يحتاج إليها الجسم للعيش بصورة طبيعيّة وسليمة، ويتمثّل في حالة طبيعيّة من الاسترخاء المقصود، والذي ترتاح فيه كافة أجزء الجسم وتتوقف الحركات الإراديّة بما في ذلك الممارسات العاديّة واليوميّة المتمثّلة في الحركة وتناول الطعام والكلام والبكاء والفرح وغيرها، بحيث يبقى القلب والدماغ في حالة نشطة، لضمان إبقاء الأشخاص على قيد الحياة، حيث يحتاج الشخص البالغ إلى ما لا يقل عن ثماني ساعات يومياً من النوم، للتمكن من إعطاء الجسم حقه من الراحة وإمداده بالطاقة اللازمة لأداء مهامه الحياتية وأنشطته اليومية بكفاءة وفاعلية، ونظراً لأهمية هذا الجانب اخترنا أن نتحدّث عن فوائده بشكل موسع لزيادة الوعي حول الاهتمام بمنح الجسم حاجته من النوم بشكل يومي، وفي الأوقات المناسبة لذلك، وضبط الساعة البيولوجية للجسم على النوم مبكّراً اولاستيقاظ مبكّراً للحفاظ على الصحة، حيث خلق الله سبحانه وتعالى نظام هذا الكون المحكم على أساس النهار والليل، وحثّ الناس على العمل نهاراً، والخلود إلى النوم ليلاً وفي ساعات مبكّرة لتحقيق أفضل صورة للعيش المثالي.
فوائد النوم المبكّر
يدرك معظم الناس الفوائد المذهلة التي تقف وراء الالتزام بالنوم مبكّراً، والابتعاد عن السهر لساعات طويلة من الليلة، وتتمثّل هذه الفوائد فيما يلي:
- تجديد خلايا الجسم التالفة والميتة، وإنتاج الخلايا الجديدة، التي تمنح الجسم الطاقة الكافية والتي تمكن الإنسان من ممارسة مهامّه وواجباته الحياتية والقيام بها، كما تمدّه بالحيويّة والنشاط اللازم لذلك، كونها تعمل على التقليل من الشعور بالتعب والإجهاد البدني والجسدي والعقلي.
- تحسين الحالة المزاجية للشخص، ويقلل من حدّة التوتّر والقلق الذي يصيب الإنسان والناتج عن الضغوطات الحياتّية، حيث أثبتت أحدث الدراسات أنّ النوم في ساعات مبكّرة يعطي الجسم كامل حقه من الراحة، وبالتالي يجعله يتمتع بصحة جيدة، وينعكس ذلك إيجاباً على عامل الطاقة الإيجابية والتفاؤل لديه.
- يقوي من وظائف الدماغ المختلفة، بما في ذلك الانتباه والتركيز، وعمليات الفهم والاستيعاب والتحليل والتركيب، وكذلك يعمل على زيادة القدرة على استحضار المعلومات والبيانات التي تم تعلمها والتعرف عليها مسبقاً، وكذلك المواقف التي حدثت في الماضي، أي يزيد من قوة الذاكرة، ويمنع تعرض الشخص لمرض الزهايمر وخاصة في المراحل المتقدمة من عُمره.
- ينظم من عمل الجهاز الهضمي لدى الإنسان، وكذلك ينظم وجباته الغذائية الرئيسية ويضمن تناولها في الأوقات المناسبة، ويحول دون تناول الوجبات الدسمة في ساعات متأخرة من الليل والتي تسبب زيادة كبيرة في الوزن، وبالتالي يقي من مشكلة السمنة، وخاصة لأن الشعور بالجوع يزيد كلما زادت حاجة الأفراد إلى النوم.