التخطي إلى المحتوى

ما هي الحمية الكيتونية (Ketogenic diet)؟

صمَّم الدكتور راسل وايلدر (Russell Wilder) من مركز مايو كلينيك (Mayo Clinic) الطبي هذا النظام الغذائي عام 1924 للمساعدة في علاج الصرع؛ إذ يحتوي النظام الغذائي على نسبة عالية من الدهون، وعلى كميات كافية من البروتين، وقليلٍ من الكربوهيدرات؛ إذ تبلغ الكميات تقريباً نحو ثلاثة إلى أربعة جرامات من الدهون لكلِّ جرام من الكربوهيدرات والبروتين، أو نحو 60% من الدهون، و35% من البروتين و5% من الكربوهيدرات، لكن المروجين المختلفين لهذا النظام الغذائي يقترحون كميات مختلفة قليلاً؛ إذ ينصح بعض الخبراء بنسبة دهون قد تصل إلى 80%.

توجد أنماط مختلفة من النظام الغذائي الكيتوني، مثل المرحلة الأولى من حمية أتكينز (Atkins)، والتي تحتوي على نسبة منخفضة جداً من الكربوهيدرات تبلغ 20 غراماً فقط، كما تحمل بعض الأنظمة الغذائية الشائعة الأخرى مثل حمية الشاطئ الجنوبي (South Beach Diet) وحتى حمية باليو (Paleo) بعض أوجه التشابه مع الحمية الكيتونية.

تشمل الأساليب الأخرى خططاً دورية؛ إذ تتبع نظاماً غذائياً كيتونياً لمدة من الوقت؛ أي خمسة أيام على سبيل المثال، ثم تقضي يومين أو ثلاثة أيام في تناول مزيد من الكربوهيدرات أو اتباع نظام غذائي كيتوني موجه؛ إذ تتناول الكربوهيدرات في أوقات محددة لمساعدتك على أداء التمرينات مثلاً.

ما هي الكيتوزية (الحالة الكيتونية)؟

إنَّ اتباع نظام غذائي كيتوني بصرامة سيضع المرء في حالةٍ كيتونية؛ بسبب طبيعته عالية الدهون، فإنَّ هذا النظام الغذائي يغير طريقة استخدام الطاقة في الجسم؛ فيحول الكبد الدهون إلى أحماض دسمة وأجسام كيتونية ممَّا يؤدي إلى ارتفاع مستوى الأجسام الكيتونية في الدم، هذه هي الحالة الطبيعية التي تسود الجسم عندما يتغذى كلياً على الدهون؛ أي عندما لا يكون هناك ما يكفي من الجلوكوز في الجسم لتزويده بالطاقة.

يمكنك اختبار نسبة الكيتونات في جسمك بثلاث طرائق؛ تتضمن الطريقة الأولى شرائط الكيتون، والتي غالباً ما توصف لمرضى داء السكري؛ فتُحلل هذه الشرائط البول بحثاً عن الكيتونات؛ فكلَّما كان اللون الأرجواني والزهري أغمق، كانت مستويات الكيتونات لديك أعلى.

تتضمن الطريقة الثانية فحص دمك بمقياس الكيتون والشرائط، وهذه هي الطريقة الأكثر دقةً وفقاً لجمعية الداء السكري الأمريكية (American Diabetes Association)، وتوجد أيضاً أجهزة لتحليل التنفس، والتي يمكن إعادة استخدامها عدة مرات.

الحماض الكيتوني:

لا بدَّ من أنَّك لاحظت الإشارة إلى مرض السكري عدة مرات؛ إذ يحتاج الأشخاص المصابون بداء السكري من النمط الأول إلى قياس نسبة الكيتونات قياساً منتظماً؛ لأنَّ وجود الكيتونات مع مستويات سكر مرتفعة في الدم هو أمر خطير جداً.

إنَّ الكيتوزية هي حالة طبيعية، ويمكن أن تكون ناجمة عن الصيام أو اتباع حمية منخفضة الكربوهيدرات لبعض الوقت، ويعدُّ الحماض الكيتوني من ناحية أخرى حالةً خطيرة، وخللاً في وظائف الجسم، ويمكن أن يحدث عند مرضى السكر من النمط الأول الذين لم يتناولوا الأنسولين؛ إذ تزداد الكيتونات لديهم ازدياداً مطَّرداً ممَّا يؤدي إلى الغثيان، والإقياء، وآلام في المعدة. قد يدخل المريض أيضاً في غيبوبة، ويحتاج إلى علاج طبي عاجل لأنَّ الحالة قد تكون قاتلة.

من غير المرجح أن تعاني الحماض الكيتوني إذا لم تكن مصاباً بالداء السكري من النوع الأول، فمستويات الكيتونات في الدم في الحالة الكيتوزية تبقى أخفض بكثير منها في الحماض الكيتوني.

من الذي عليه تجنُّب الحمية الكيتونية؟

قد يواجه مرضى السكري من النوع الأول أو أولئك الذين يتناولون الأنسولين صعوبةً في اتباع النظام الغذائي الكيتوني؛ لأنَّه يحتوي على نسبة منخفضة جداً من الكربوهيدرات بالتأكيد؛ أي شخص يحاول ذلك سيحتاج إلى مساعدة الاختصاصي لضبط جرعات الأنسولين ضبطاً صحيحاً.

سيؤدي الانتقال المفاجئ من نظام غذائي عالي الكربوهيدرات إلى نظام غذائي كيتوني إلى حدوث نقص سكر الدم، ويُنصح مرضى السكري من النمط الأول بتناول كمية كربوهيدرات أعلى من الحد الموصى به للأشخاص العاديين الذي يبلغ 20-30 جرام.

لا يعدُّ النظام الكيتوني أيضاً فكرةً جيدة بالنسبة إلى أولئك الذين يعانون أيَّ مرحلة من مراحل أمراض الكلى، أو أمراض أو حالات سابقة في الكبد أو البنكرياس أو الكليتين.

إذا كنت تعاني أيَّ نوع من اضطرابات تناول الطعام، فإنَّ النظام الكيتوني ليس مناسباً لك أيضاً، وإنَّ الخطوة الأولى في علاج اضطراب الأكل هي عدم اتباع نظام غذائي أو أيِّ حمية تُقيد طعامك.

ما هي الأطعمة التي يتضمنها النظام الغذائي الكيتوني؟

وصلت الآن إلى جوهر الموضوع، والجزء المفضل لدى الجميع، فماذا يمكنك أن تأكل؟ بالنسبة إلى أولئك الذين نشؤوا في صيحة النظام الغذائي منخفض الدهون في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، فإنَّ الطعام المقترح هنا سيبدو غريباً للغاية، فكلُّ تلك الأطعمة التي تجنبها كارهو الدهون قد عادت الآن إلى المائدة.

سوف تتناول كميات كبيرة من صفار البيض، والزبدة، والقشدة، وزيت جوز الهند، والجبن، والشحم، بينما يركز نظام أتكينز (Atkins)، ونظام دوكان (Dukan) الغذائي تركيزاً أكبر على البروتينات، يوصي النظام الغذائي الكيتوني بتناول الأجزاء الدهنية من اللحوم، والأسماك الزيتية بدلاً من صدور الدجاج والأسماك البيضاء.

يمكنك أن تبدأ يومك بتناول البيض المخفوق بالزبدة، وقد يتكون الغداء من النقانق، ​​وأوراق الخضار مضافاً لها زيت الزيتون والأفوكادو المفروم، وعلى العشاء يمكنك تناول شريحة لحم مع سلطة المايونيز، والزيتون الأسود، ويمكن أن تشمل الوجبات الخفيفة إذا كنت بحاجة إليها، الجبن، والمكسرات منخفضة الكربوهيدرات، مثل: الجوز البرازيلي أو المكاداميا (Macadamia) والزيتون.

توجد بعض الأنماط من النظام الغذائي الكيتوني لا تحتوي على منتجات الألبان؛ إذ تتضمن كميات أكبر من زيت جوز الهند، وزيت الزيتون، والدهون الحيوانية لزيادة السعرات الحرارية في النظام الغذائي؛ لذا ما يزال بإمكانك تناول الوجبات المقترحة أعلاه باستثناء أنَّك قد تستخدم الشحم، وليس الزبدة للبيض المخفوق، ولن تتناول الجبن كوجبة خفيفة.

لا يمكنك شرب الحليب مع الشاي والقهوة؛ لأنَّه يحتوي على كربوهيدرات على شكل سكر اللاكتوز، لكن يمكنك احتساء الشاي والقهوة وحدهما، أو يمكنك إضافة كريمة مضاعفة أو زيت جوز الهند أو الزبدة إلى قهوتك، ويمكنك تقبُّل هذا الأخير مع مرور الوقت، وإذا كنت جائعاً، ينصحك الخبراء بزيادة محتوى الدهون في نظامك الغذائي.

ستحتاج على الأرجح إلى استخدام جهاز تعقب الطعام أو دفتر يوميات على الأقل في البداية؛ إذ سيساعدك ذلك على ضمان عدم تجاوز الحد المسموح من الكربوهيدرات.

يمكنك استخدام أدوات التتبع، مثل: موقع ماي فيتنس بال دوت كوم (myfitnesspal)؛ إذ يحتوي الموقع على قائمة واسعة من الأطعمة، ويمكنك أيضاً استخدامه لحساب المحتوى الغذائي في الوجبات الكيتونية المُعدة منزلياً.

شاهد بالفديو: 4 أسباب تزيد وزنك رغم الحمية

 

الأسابيع الأولى من اتباع الحمية الكيتونية:

كن مستعداً؛ إذ يجد بعض الناس في البداية صعوبةً في التكيف، وتشمل الآثار الجانبية الشائعة عند البدء في اتباع هذا النظام الغذائي: الصداع وتشنجات الساق ورائحة الفم الكريهة والإرهاق والإمساك.

إحدى الطرائق الشائعة لتقليل هذه الآثار الجانبية هي شرب كثير من الماء، ولا يوصى بكمية محددة؛ لأنَّ الأمر يعتمد على عدة عوامل؛ إذ يُفضَّل شرب لترين من الماء بالنسبة إلى النساء، وثلاثة لترات بالنسبة إلى الرجال.

تتضمن إحدى الطرائق الأخرى إضافة نصف ملعقة صغيرة من الملح إلى كوب كبير من الماء، وشربها للمساعدة على تخفيف الصداع والتشنج، ويمكنك جعل هذا المشروب أكثر استساغة بشرب المرقة، والتي يمكنك شراؤها من محلات السوبر ماركت، ومتاجر الأطعمة الصحية، أو يمكنك تحضيرها بنفسك عن طريق سلق الدجاج لعدة ساعات، وتصفية السائل، وإضافة التوابل، وأضف الملح إلى وجباتك أيضاً.

من المحتمل أن تتباطأ حركة أمعائك في الأسابيع القليلة الأولى من اتباع الحمية؛ لأنَّ نظامك الغذائي لن يحتوي على كثير من الألياف، لكن من المفترض أن تستقر الأمور بعد مدةٍ من الوقت، ويمكنك تحسين ذلك عن طريق تناول المغنيسيوم أو قشور السيليوم، وتناول كثير من الخضروات غير النشوية مثل الملفوف والسبانخ.

تنجم رائحة الفم الكريهة عن الفعالية الكيتونية، فإنَّ الأسيتون واحدٌ من الأجسام الكيتونية، وهو يجعل رائحة أنفاسك تشبه مزيل طلاء الأظافر، وقد يكون ذلك مؤقتاً، مرةً أخرى اشرب كثيراً من الماء، وقدِّم خدمة كبيرةً لكلِّ من حولك بتنظيف أسنانك بانتظام، واستخدام الخيط وغسول الفم.

إذا كنت معتاداً على نظام غذائي منخفض الدهون، قد تجد صعوبةً في تقبُّل الحجم الضئيل لهذا النظام الغذائي؛ إذ لن يكون لديك كثير من الطعام في طبقك، ولكنَّ 30 غرام من الكربوهيدرات تعطي مفعولاً سريعاً، إن حصلت عليها من خضرواتٍ غير نشوية فقط.

الفوائد الصحية التسع للنظام الغذائي الكيتوني:

1. تقليل الجوع:

إنَّ انخفاض الجوع هو أحد أكبر الفوائد التي أبلغ عنها الأشخاص الذين اتبعوا النظام الغذائي الكيتوني، ووازنت دراسةٌ أجريت في مجلة كلينيكال نيوتريشن (Journal for Clinical Nutrition) الأمريكية بين الأنظمة الغذائية الكيتونية، والأنظمة الغذائية عالية البروتين، ومتوسطة الكربوهيدرات لمدة أربعة أسابيع لدى الرجال الذين يعانون السمنة المفرطة.

كان استهلاك الطاقة لدى الرجال الذين يتبعون حمية كيتونية أقل من أولئك الذين يتبعون حمية غير كيتونية، وكان الجوع أقل بشكل ملحوظ، وفقدان الوزن أعلى بشكل ملحوظ، خلص مُعِدُّو التقرير إلى أنَّ النظام الغذائي الكيتوني على الأمد القصير يقلل من الشهية ويقلل من تناول الطعام تقليلاً أكبر من النظام الغذائي عالي البروتين ومتوسط ​​الكربوهيدرات.

بحث تقرير صدر عن مجلة باب ميد (PubMed) وشمل الباحثين الدكتور أتكنز (Dr Atkins)، والدكتور ويستمان (Dr Westman) وجاكي إبرشتاين (Jackie Eberstein)، وجميعهم من أنصار الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات في تأثير الأنظمة الغذائية المُخفضة للوزن في بعض الآثار الضارة مثل الحالة المزاجية والجوع.

أفادوا أنَّ المجموعة التي تتبع النظام الكيتوني الغذائي منخفض الكربوهيدرات، وأبلغوا عن عواقب سلبية أقل وجوع أقل موازنةً مع أولئك الذين يتبعون نظاماً غذائياً منخفض الدهون؛ فيبدو أنَّ الكيتونات تعمل جنباً إلى جنب مع كمية البروتين المرتفعة لقمع الشهية.

سبب آخر لعدم شعورك بالجوع الشديد هو أنَّك لن تحصل على الاستجابة الأنسولينية للطعام نفسها، وسيكون نظامك الغذائي منخفضاً جداً في الكربوهيدرات أقل من 50 جراماً، موازنةً بالـ 225 إلى 325 جراماً التي يتناولها الناس في الحالة العادية؛ فجسمك يفرز هرمون الأنسولين عندما تأكل الكربوهيدرات لتحويلها إلى طاقة تستفيد منها خلاياك.

لكنَّ الإفراز المفرط للأنسولين سيؤدي إلى انخفاض مستويات الجلوكوز في الدم ممَّا يُحرض الجوع، وإنَّ تناول كميات كبيرة من الدهون ومنخفضة الكربوهيدرات سيقلل من إفراز الأنسولين.

2. خفض الوزن:

هل ينخفض الوزن لأنَّ النظام الغذائي الكيتوني يجعل الناس أقل جوعاً كما ورد آنفاً، أم أنَّ الأمر يتعلق بتكوين النظام الغذائي نفسه؟ هذا هو أحد أشيع الأسئلة المطروحة فيما يتعلق بالنظام الكيتوني.

الآليات المفترضة لتأثيرات النظام الغذائي الكيتوني في فقدان الوزن هي:

  • يقلل الشهية؛ وذلك بفضل تأثير البروتينات المُحرضة للشبع، وتأثيراته في هرمونات التحكم بالشهية، وإمكانية خفض الشهية مباشرةً من قبل الأجسام الكيتونية.
  • يقلل من تكون الشحم؛ أي تحويل الطاقة إلى دهون، ويزيد من تحلل الشحم؛ أي تكسير الدهون، والتحلل المائي للدهون الثلاثية إلى أحماض دسمة حرة وجلسرين.
  • يعطي كفاءة استقلابية أكبر في استهلاك الدهون كما يتضح من انخفاض مُعامل التنفس في أثناء الراحة، ولا تحتاج الجزيئات الأكثر تأكسداً، مثل الجلوكوز، إلى كثير من الأوكسجين ليُستفاد منها بالكامل، بينما تحتاج الأحماض الدهنية إلى كمية أقل من الأوكسجين؛ ومن ثمَّ يكون لها مُعامل تنفس أقل.
  • تكاليف الاستقلاب الغذائي لتناول مثل هذا النظام الغذائي أعلى؛ وذلك بسبب عملية استحداث السكر؛ أي تحويل البروتينات إلى سكر، إضافةً إلى التأثيرات الحرارية للبروتينات.

قد يجادل اختصاصيو الحميات الغذائية بأنَّ آلية عمل الحمية ليست هامة، فإذا لم تكن جائعاً، سينتهي بك الأمر بتناول كميات أقل على أي حال ممَّا يجعلك تفقد الوزن، وهذه هي النتيجة التي يريدها الجميع.

لكن ما الذي أظهرته الدراسات؟ نشر الطبيب أنطونيو باولي (Antonio Paoli) تقريراً في مجلة باب ميد (Pubmed) تحت عنوان “النظام الغذائي الكيتوني للسمنة: صديق أو عدو؟” (Ketogenic Diet for Obesity: Friend or Foe؟)، تفحَّص فيه تأثير الحمية منخفضة الكربوهيدرات وعالية الدهون في علاج السمنة، وذكر أنَّ النظام الغذائي الأكثر شيوعاً يعتمد على محتوى مرتفع نسبياً من الكربوهيدرات وقليل الدهون.

لكن غالباً ما يمثل الالتزام مشكلةً بين الأشخاص الذين يعانون السمنة المفرطة؛ وذلك لأنَّهم يفضلون الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون، ويستنتج مُعِدُّ الدراسة أنَّ اتباع نظام غذائي كيتوني لبعض الوقت قد يساعد على السيطرة على الجوع، ويمكن أن يحسِّن الاستقلاب الغذائي المُؤكسد للدهون ممَّا يقلِّل من وزن الجسم.

3. انخفاض مستوى الشحوم الثلاثية:

الشحوم الثلاثية هي جزيئات دهنية في الدم، وإنَّ المستويات العالية من الدهون الثلاثية في الدم في أثناء الصيام هي عامل خطر قوي للإصابة بأمراض القلب، وأحد الأسباب الأساسية لارتفاع الدهون الثلاثية هو استهلاك الكربوهيدرات الزائد، ومن ثَمَّ فإنَّ اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات مثل النظام الغذائي الكيتوني غالباً ما يقلل تقليلاً كبيراً من مستويات الدهون الثلاثية في الدم.

4. انخفاض مستويات السكر في الدم:

المتلازمة الاستقلابية هي اسم يُطلق على مجموعة من عوامل الخطر التي تزيد من فرص الإصابة بأمراض القلب وغيرها من المشكلات الصحية، مثل السكتات الدماغية، ومرض السكري، فإذا كنت تعاني منها أو من داء السكري من النمط الثاني، يمكن أن تستفيد من النظام الغذائي الكيتوني.

يُخفض النظام الغذائي الكيتوني مستويات السكر في الدم، فإذا كنت تعاني المتلازمة الاستقلابية أو داء السكري من النمط الثاني، فقد يُطلب منك تقليل تناول الكربوهيدرات عامة؛ وذلك لأنَّ الكربوهيدرات تتحول إلى سكريات، وقد تسبب ارتفاعاً حاداً في مستويات السكر في الدم.

يمكن أن تؤدي تراكيز السكر المرتفعة غير المعالجة في الدم أو ما يُعرف بفرط سكر الدم إلى عديد من المشكلات الصحية، مثل أذية الأعصاب والكليتين واضطرابات الرؤية وأمراض القلب، وفي الحالتين المذكورتين أعلاه، تضعف قدرة جسمك على التعامل مع مستويات السكر المرتفعة.

إنَّ تناول وجبة من السمك، ورقائق البطاطا على سبيل المثال سيسبب ارتفاعاً سريعاً في مستوى السكر في الدم؛ لأنَّها قد تحتوي على ما يزيد عن 150 جراماً من الكربوهيدرات لكل وجبة، بينما تحتوي شريحة اللحم مع صلصة الجبن الأزرق، وأوراق السلطة نحو 5 جرام من الكربوهيدرات فقط.

اتبع الدكتور بيتر عطية (Dr Peter Attia)، وهو طبيب متدرب في جامعة ستانفورد (Stanford)، النظام الغذائي الكيتوني لمدة عشر سنوات بهدف اختبار آثاره الاستقلابية؛ إذ راقب الواسمات التي تتضمن مستويات السكر في الدم ونسبة الدهون في الجسم لمدة عقد من الزمن؛ فانخفض مستوى السكر في دمه في أثناء الصيام من 100 إلى 75-95 مجم/ ديسيلتر، بينما انخفضت نسبة دهون الجسم من 25% إلى 10%.

5. علاج لداء الصرع:

ينسى الجميع أنَّ أصول النظام الغذائي الكيتوني تعود إلى علاج الصرع، ولقد ابتُكر هذا النظام الغذائي لعلاج النوبات الاختلاجية، ولكنَّه فقد شعبيته بعد اختراع الأدوية المضادة للاختلاجات، ومع ذلك معظم الناس لا يرغبون في تناول هذه الأدوية أو جعل أطفالهم يتناولونها، لأنَّهم قلقون بشأن آثارها الجانبية.

وفقاً لمؤسسة تشارلي (Charlie Foundation) التي أنشأتها عائلة تشارلي أبراهام (Charlie Abraham) في التسعينيات، بدأ تشارلي هذا النظام الغذائي عندما كان طفلاً صغيراً، وتعافى تماماً من النوبات الاختلاجية التي عانى منها يومياً، والتي لم تتمكن جميع الأدوية المتاحة من علاجها.

بالنسبة إلى أولئك المرضى الذين لا يستجيبون للأدوية، تدعي المؤسسة أنَّ 10 إلى 25% منهم سيستجيبون للنظام الغذائي الكيتوني؛ وذلك بفضل المستويات المرتفعة من الكيتونات في الدم.

يعد فريق صرع الأطفال في جامعة جون هوبكنز (John Hopkins University) في الولايات المتحدة أحد المراكز الرئيسة للخبرة السريرية والبحثية في النظام الغذائي الكيتوني، فقد سجَّل الفريق مئات الأطفال في هذا النظام الغذائي، ونظام أتكنز الغذائي المعدل؛ إذ يخضع المرضى لنظام غذائي مراقَب بعناية.

6. تقليل الرغبة الشديدة في تناول السكر:

يدعي المؤيدون أنَّك تستطيع التخلص من الرغبة الشديدة في تناول السكر إذا اتبعت نظاماً غذائياً منخفض الكربوهيدرات لبعض الوقت؛ إذ يمكن للأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً عالي الكربوهيدرات أن ينتهي بهم الأمر إلى اشتهاء السكر طيلة الوقت؛ وذلك بسبب العمليات التي تُجريها أجسامهم للتعامل مع استهلاك السكر.

إنَّ اتباع نظام غذائي غني بالسكر والكربوهيدرات (علماً بأنَّ جميع الكربوهيدرات تتحول في الجسم إلى سكر) سيؤدي إلى إفراز الجسم المفرط للأنسولين للتعامل مع هذه المركبات، فيرتفع سكر الدم بعد الوجبة السكرية، ثم ينخفض لاحقاً عندما يبدأ الأنسولين، وغالباً ما يؤدي ذلك إلى الجوع ممَّا يعزز الرغبة الشديدة في تناول السكر.

إذا احتوت الوجبات على نسبة منخفضة جداً من الكربوهيدرات، لن تحدث هذه الاستجابة المفرطة للأنسولين، وسيجد معظم الناس أنَّ حاجتهم للوجبات الخفيفة والأطعمة السكرية ستختفي من تلقاء نفسها دون الحاجة إلى قوة الإرادة.

شاهد بالفديو: 10 نصائح لتحقيق نظام غذائي صحي ومتكامل

 

7. تحسين صحة المعدة:

قد يكون النظام الغذائي الكيتوني مفيداً لصحة معدتك إذا كنت تعاني متلازمة الأمعاء الهيوجة (القولون العصبي) شريطة ألَّا تُعاني من الإمساك.

يحتوي النظام الغذائي الكيتوني على نسبة ألياف أقل من النظام الغذائي العادي؛ إذ يمكن للأطعمة التي تحتوي على الألياف أن تزعج الأشخاص الذين يعانون متلازمة الأمعاء الهيوجة، وفي إحدى الدراسات الصغيرة المتعلقة بتأثير النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات في المرضى الذين يعانون متلازمة القولون العصبي من نمط الإسهال السائد، أبلغ جميع المشاركين عن راحة كافية من الأعراض.

لم يكن هذا النظام الغذائي يحتوي على نسبة عالية من الدهون، مثل النظام الغذائي الكيتوني القياسي؛ إذ عُوِضت الفجوة في السعرات الحرارية عن طريق زيادة مستويات البروتين بما يصل إلى 45%.

8. قد يساعد في علاج متلازمة المبيض متعدد الكيسات (PCOS):

تؤثر متلازمة المبيض متعدد الكيسات في طريقة عمل المبيض عند المرأة؛ يعني ذلك عادةً أنَّ المرأة ستعاني دورات طمثية غير منتظمة، وزيادة إفراز هرمون الأندروجين (هرمون الذكورة) ممَّا قد يؤدي إلى زيادة شعر الوجه أو الجسم، وتضخم المبايض التي تحتوي على كثير من الأكياس المليئة بالسوائل.

قد تُسبب هذه المتلازمة زيادة الوزن، وصعوبات في الحمل بسبب الإباضة غير المنتظمة، وأسبابها الدقيقة غير معروفة، ولكنَّها مرتبطة بالمستويات العالية من الأنسولين في الجسم؛ إذ تُعاني معظم النساء المصابات بهذه المتلازمة من مقاومة الأنسولين ممَّا يدفع الجسم إلى إنتاج مستويات مرتفعة من الأنسولين للتغلب على هذه المقاومة.

وجدت دراسة صغيرة أُجريت عام 2005 أنَّ النساء ذوات الوزن الزائد المصابات بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات اللواتي اتبعن النظام الغذائي الكيوتني قد قللن من وزن الجسم بنسبة 12%، وخفضن مستويات هرمون التستوستيرون، وتراكيز الأنسولين الصيامي في أجسادهن، وحملت اثنتان منهن، على الرَّغم من معاناتهن من مشكلات العقم قبل التجربة.

9. قد يساعد على علاج بعض أنواع السرطان:

أحد المجالات المثيرة لتطبيق النظام الغذائي الكيتوني هو السرطان وآثار هذا النظام الغذائي في علاجه، والنظرية الأساسية هنا هي أنَّ الخلايا السرطانية تحتاج إلى الجلوكوز للبقاء على قيد الحياة؛ لذا فإنَّ اتباع نظام غذائي يحد حداً كبيراً من الكربوهيدرات التي تتحول إلى جلوكوز، قد يتسبب في موت هذه الخلايا.

ثمة تجارب سريرية تُجرى حالياً في الولايات المتحدة عن النظام الغذائي الكيتوني والسرطان، وقد خلصت إحدى الدراسات إلى أنَّ زيادة امتصاص الجلوكوز تسبب في الإصابة بالسرطان، بينما أظهر باحثو جامعة جون هوبكنز (John Hopkins) أنَّ انخفاض مستويات الجلوكوز يؤدي إلى نتائج إيجابية فيما يتعلق بعلاج سرطان القولون والمستقيم.

وجدت دراسة أُخرى عالجت الفئران المصابة بسرطان نقيلي باتباع نظام غذائي كيتوني أنَّه أدى إلى انخفاض كبير في نسبة الجلوكوز في الدم، وإبطاء تقدُّم الورم، وزيادة متوسط البقاء على قيد الحياة بنسبة 56.7%.