التخطي إلى المحتوى

السؤال:

الملخص:

شاب تعرَّف على فتاة عن طريق الفيس بوك، ووعدها بأن يتقدم إليها، لكنه غير مستعد من الناحية المادية للزواج، ويسأل: ما النصيحة؟

 

التفاصيل:

تعرفت على فتاة عن طريق أحد جروبات الفيس بوك، وتحدثنا كثيرًا لمدة طويلة، وبعد ذلك توقفنا عن الحديث، وتبنا وندمنا على ما حدث، ولكنني أخبرتها بنيتي للتقدم إليها، مع العلم أنني ما زلت طالبًا جامعيًّا، وغير مستعد من الناحية المادية للزواج، وأخشى أن يسبقني إليها أحدٌ، وفي الوقت نفسه لا أستطيع التقدم إليها الآن، فهل يمكنني الدعاء لها أن تكون من نصيبي، وأن يعجل الله لي الزواج منها؟ فأنا أطلب العفة، لكن الطريق صعب وطويل أمامي، فما نصيحتكم لي؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

أولًا: لا أنصحك بتعليقها بوعد الزواج منها؛ لأنك لا تدري ماذا سيحصل لك بعد سنوات انتظارها لك قد تنصرف عنها، وقد تجد من هي أفضل منها فتتركها.

 

ثانيًا: وهي أيضًا معلقة بك في وعد محفوف بالمخاطر، وقد ينصرف عنها الخُطَّاب، أو هي تنصرف عنهم طمعًا فيك، ثم لا تجد نفسك تميل إليها لأي سبب آخر يطرأ فيما بعد، فتقع في حرج من وعدك السابق لها، ومن تفويت فرص الزواج عليها.

 

ثالثًا: أما الدعاء، فادعُ الله أن يرزقك زوجة صالحة، والله سبحانه يعلم إن كانت هي أو غيرها، أو ادعُ ربك سبحانه أن ييسر لك الزواج منها إن كان في ذلك خير لكما معًا.

 

رابعًا: واحذر من تعليقها بك عاطفيًّا سنوات طويلة بالاتصالات والرسائل والوعود؛ فينتج عن ذلك تعلقها الشديد بك، ورفضها للخطاب الأكفاء غيرك؛ طمعًا فيك، ثم ما قد يحصل من تعاسة لها وألمٍ لك إذا انصرفت عنها؛ وتذكر قوله سبحانه: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216].

 

خامسًا: واعلم أن الزوجة المكتوبة لك لن يمنعك منها أحد مهما كان؛ قال سبحانه: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49].

 

سادسًا: تنبيهات عامة استفدتها من خبرتي في الاستشارات الأسرية:

يلجأ بعض الشباب والشابات للتعارف عن طريق وسائل التواصل؛ طمعًا في حياة زوجية سعيدة، ويغتر كثير منهم ومنهن بالشكل الجميل، وبمعسول الكلام، ودغدغة العواطف بوعود سرابية، ثم ينتج عن ذلك أحد الأمور الآتية:

١- إما الوقوع في محاذير شرعية من خلوة وتوابعها، أو الوقوع في الفاحشة، ثم البحث عن مخرج للستر.

 

٢- أو اتضاح معلومات سيئة عن أحدهما؛ فتحصل صدمة لهما أو لأحدهما بعد التعلق الطويل.

 

٣- أو رفض الأهل لهذا الزواج رفضًا شديدًا؛ فيُصدمان صدمة شديدة ربما أمرضتهما نفسيًّا.

 

٤- وفي حالات قليلة لم يستوعب أحدهما الصدمة، فيكيد للطرف الآخر، إما بالسحر، أو باختلاق مشكلة كبيرة انتقامًا يؤدي للسجن.

 

٥- وأيضًا فإنه في بعض الحالات يبقى الخاطب أو الزوج غير واثق في هذه المرأة التي أقامت علاقة معه، ويخشى من خيانتها له، وكذلك المرأة قد تبقى قلِقة، وتخشى من علاقته بغيرها، وقد يتجسسان على بعضهما.

 

ولِما سبق، فتبقى الطريقة المعتادة وهي خطبة البنت من أهلها بعد التحري عنها وعن أهلها، وبعد الاستخارة، ثم العقد عليها – هي الأسلم والأبعد عن مزالق الشيطان.

 

حفظك الله، ورزقك زوجة صالحة تقر بها عينك.

 

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.