منوعات

كيف بدأ مؤسس منصة بينانس للعملات الرقمية؟

مع بداية عام 2020، أصبح تشاوغبينج تشاو، مؤسس منصة بينانس الناشطة بمجال تبادل العملات الرقمية، منافسًا شرسًا لكل من مارك زوكربيرج، مؤسس فيسبوك وغيره من حيث الثروة، حيث تقدّر ثروته بما يقرب من 96 مليار دولار أمريكي، لكن بالتأكيد لم تأت هذه الثروة بسهولة، لذا دعونا نتعرّف على قصة أحد أكثر رجال آسيا ثراء.

النفي لكندا

ولد تشاو، مؤسس منصة بينانس الرقمية لاحقا في جيانغسو الصينية لوالدين يعملان كمدرسين، وعُرف عن والده امتلاكه فكرا مواليا للبرجوازية، ما يتعارض مع الأفكار التي يروّج لها الحزب الحاكم الصيني، لذلك تم نفي الأسرة خارج الصين بسبعينيات القرن الماضي، لتستقر في فانكوفر الكندية، بعد فترة وجيزة من ولادة بطل قصتنا.

في منتصف الثمانينيات، كان تشاو قد وصل لفترة مراهقته، وأجبرته ظروف العائلية على المشاركة في نفقات الأسرة، فعمل في مطبخ مطعم «ماكدونالدز» الشهير، إضافة لعمله في محطات الوقود بالنوبات الليلية، بجانب دراسته.

 دراسة علوم الحاسب

مؤسس شركة بينانس

بعد دراسة علوم الكمبيوتر في جامعة ماكجيل بمونتريال الكندية، أمضى تشاو وقتًا في كل من طوكيو ونيويورك، حيث أنشأ أولاً نظامًا لمطابقة أوامر التداول في بورصة طوكيو، ثم في دفتر التجارة «بلومبيرج»، حيث طور برنامجًا لتداول العقود الآجلة.

وعلى الرغم من نجاحه المهني، وحصوله على 3 ترقيات في سن الـ27 فقط، قرر تشاو أن يستقيل من عمله عام 2005، ليبدأ في تأسيس شركته الخاصة بشانغهاي، والتي حملت اسم «Future Systems»، المتخصصة في بناء أنظمة تداول العملات.

صعود العملات الرقمية

مع صعود العملات الرقمية عام 2013، تعلّم صيني المولد كُل ما يخص عملة البيتكوين من أحد أصحاب رؤوس الأموال، الذي كان يلعب البوكر معه، وتحوّل اهتمامه لطرق التشفير الرقمي، قبل أن يلتحق بفريق محفظة العملات المشفرة «Blockchain.info».

عمل تشاوغبينغ رئيسا لقسم التطوير لـ8 أشهر، الأمر الذي جعله أكثر احتكاكًا بروّاد مجال العملات الرقمية. ومن هنا، بدأ الصيني بالتفكير جديًا في إنشاء منصته الخاصة لتبادل الأصول الرقمية، والتي لا تحتاج للتعامل النقدي، أو اتصال بالمؤسسات المالية مثل البنوك.

مؤسس منصة بينانس.. أحد أثرياء العالم

طبقًا لموقع «بلومبيرج» العالمي، تقدّر ثروة تشاو، مؤسس منصة بينانس بحوالي 94 مليار دولار، بالإضافة إلى مقتنياته الشخصية من العملات المشفرة، والتي شهدت ارتفاعا عام 2021 بنسبة تقدر بنحو 1300%، الأمر الذي جعله يتفوق من حيث الثروة على موكيش أمباني، أغنى رجال أعمال آسيا.

وبنفس الصدد، تشير التقارير إلى احتمالية ارتفاع ثروة مؤسس منصة بينانس مقارنةً بالأرقام المعلنة، خاصةً وأنه يمتلك ممتلكات مشفرة رقميًا، لا تخضع لمراقبة أي من المؤسسات المالية.

ديجافو.. حظر بينانس

مجددًا، يجد تشاوغبينج تشاو، مؤسس منصة بينانس، نفسه مضطرًا للابتعاد عن الصين، بعد إبعاد أسرته بالسابق، لكن هذه المرّة، حظرت الحكومة الصينية منصة بينانس، كما تواجه الشركة تحقيقات ومراجعات لحساباتها حول العالم.

فمثلًا؛ أطلقت وزارة العدل الأمريكية وخدمة الإيرادات الداخلية تحقيقًا، لمعرفة ما إذا كانت المنصة غطاءً لغسيل الأموال والتهرب الضريبي، لمؤسس منصة بينانس الصيني.

وعلى الرغم من ذلك، لا تزال الأموال تتدفق لبينانس، وبالتالي تنعكس على ثروة مؤسسها، الذي يحاول جاهدًا التصالح مع الجهات الرقابية حول العالم.

وبالعودة مرّة أخرى لتقرير وكالة بلومبيرج، حققت منصة بينانس أرباحا في عام 2021، لا تقل عن 20 مليار دولار العام الماضي، مقابل عملياتها التجارية والرسوم التي حصلت عليها. وحتى نضع هذا الرقم في سياق، فهو يقرب من 3 أضعاف أرباح شركة مماثلة في وول ستريت، CoinBase Global، والتي تبلغ قيمتها السوقية 50 مليار دولار.

أين يقع مقر الشركة؟

مؤسس شركة بينانس
عملة بينانس الرقمية.

بشكل عام، ينفي تشاوغبينج تشاو، مؤسس منصة بينانس، كل الاتهامات التي توجه لمنصته، كما أصّر على عدم مصداقية التقارير التي تصدر حول أرباح الشركة، وبالتالي ثروته الإجمالية؛ لأن العملات الرقمية ‑طبقا لوجهة نظره- لا تزال في مرحلة النمو، أي أنها تشهد ارتفاعات وانخفاضات قيمية متسارعة، بالتالي أي رقم يصدر الآن قد يختلف بعد أيام.

وفي ظل اللغط الدائر حول حقيقة مصدر أموال مؤسس منصة بينانس، والملاحقات الرقابية له ولشركته بالعديد من الدول مثل اليابان، ألمانيا وبريطانيا، يتوقع الخبراء أنّ مسألة انفراد الشركة بسوق تداول العملات الرقمية، يتوقف على الاستقرار.

يرى روبرت لي، المحلل في البيانات المالية، أن نجاح بينانس في جذب المستثمرين يحتاج إلى إظهار مؤشرات صحية لاستقرارها؛ مثل امتلاك مقر، وتعزيز عملياتها في بلدان مختلفة. بالتالي، إن نجح تشاو في جذب المستثمرين فسيصبح الأكثر ثراءً في العالم دون شك.

ختامًا، قد يصل تشاوغبينج تشاو، مؤسس منصة بينانس، لهدفه بأن يصبح أغنى رجال العالم، لكن تظل الرحلة التي خاضها هي الأهم، بدايةً من إقصائه أول مرة من بلاده، وصولًا لمحاولته الوصول لصيغة تفاهم مع أصحاب الادعاءات التي تنسب لشركته، مرورًا برفضه العمل ضمن فريق، وسعيه لبدء مشروعه الخاص.